ما كل ربة ملك جل بلقيسا ... ولا الذى يخرق العادات تأسيسا
لا تحسبن الهدى بحسن بادية ... فكم ترى من وضى فاق إبليسا
وكم حكيم ولكن ليس ذا حكم ... ويدعى أنه بجهله عيسى
وكم أجوب بشوق كاد ينشرنى ... على أحظى بمن ما حام تدليسا
فما ظفرت وهب أنى سمعت به ... فذاك أشبه بالعنقاء إن قيسا
حتى تبسمت الآمال عن شنب ... كسا الليالى ترصيعا وتجنيسا
فإذ أنا بابن زيان الذى شرفت ... به المعالى العراقى الحبر إدريسا
دامت لنا طلعة النحرير في وهج ... وزاده الله تأييدا وتقديسا
وقوله مادحا شيخه ابن كيران وموريا باسمه في استدعائه الإجازة منه:
أكرم به لوذعيا عز تمثيلا ... ومفردا فاق إجمالا وتفصيلا
لا عيب فيه سوى من قد ألم به ... ينال فخرا وتأييدا وتبجيلا
قد طيب الدهر من طيب اسمه كرما ... فدام في مفرق الأيام إكليلا
وقوله مادحا العلامة أبا العباس أحمد بن التاودى بن سودى بمناسبة ختمه المختصر الخليلى عام ثمانية عشر ومائتين وألف بفاس القرويين:
حنانيك نبه غائبا يرقب السعدا ... بطلعة سلمى أو بجارتها سعدى
وما زال يستشفى الغرام بطيفها ... فما منحت إلا التأرق والصدا
فها عرفها ناجى الفؤاد ولم يبن ... يصافحنا مما به أخجل الوردا
وكنت أخال الحلم حتى تبينت ... فأبدت ذكاء في دجى جمعت ضدا
وحورا وريعا والقواضب والقنا ... بناعم خوط يغضب السمر والأسدا