المغرب وأعانوهم على محاصرة مدينة مكناسة، فكانوا أبدا مبغضين لأهل تلك البلاد وكانوا بسبب سبقهم أحرارا من المغارم كتب لهم بذلك صكوكا كانت بأيديهم ولم يتعرض لأموالهم كما فعل بالأملاك التي أُخذت عنوة. هـ من خطه.
وهو صريح في أن أصل زرهون بايعوا عبد المؤمن قبل دخوله لمغربنا، وفى أنهم كانوا محترمين عنده، وفى أنه ما تعرض لأموالهم ولا لأملاكهم بعد دخوله، وكيف يجتمع مع هذا تخريبه لقاعدة بلادهم مدينة وليلى! وأى موجب بعد ما تقدم يدعوه لذلك!
الثالثة: حيث كان أهل وليلى تفرقوا في جبل زرهون بسبب تخريب يوسف ابن تاشفين لقاعدة بلادهم مدينة وليلى على ما سبق في نقل شفير عن مرمول، ومن الواضح أنه ما فعل ذلك بها إلا لتمنّعهم بها واستعصائهم عليه فيها، فهم حينئذ قد ذاقوا وبال مخالفة الملوك ونالتهم خسارتها العظيمة بالفعل، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، والعاقل من اعتبر بالحوادث التي مرت عليه، وأوصلها العلم اليقينى إليه. والسعيد من وعظ بغيره وحينئذ فبدارهم بالطاعة لمن ظهرت غلبته، وقويت شوكته، وبايعه أكثر الإيالة المغربية ولا سيما مع تظاهره بالعدالة وانتدابه لهد منكرات من قبله وتحصنهم بها من إعادة التشديد عليهم والهلاك والمجاعة هو من حسن تدبيرهم وسداد نظرهم، ولا ملام عليهم في ذلك، ولا سيما حيث كان ذلك وقت تقلص الدولة المرابطية واضمحلال قوتها وصيرورة الرعية في حكم الإهمال من جهتها، وفى أيدى الهلاك من جهة الدولة القائمة عليها ففى "شرح القصيد" للشيخ السنوسى من شروط الإمام. قدرته على تنفيذ الأحكام هـ.
وقد نقل ابن يونس وغيره أن مالكا سئل إذا بايع الناس رجلا ثم قام آخر فدعا الناس لبيعته فبايعه بعضهم، فقال: إن كانت بيعة الأول على الخوف فالبيعة للثانى إذا كان عدلا هـ.