والصاب، حتى بكينا نارًا ودما، وتمنينا مكان وجودنا عدما وأظلمت علينا الدنيا، فصرنا حيارى لا نميز العدوة القصوى من الدنيا، وفى سبيل الله، وإنا لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ونسأل الله العظيم، البر الكريم أن يحفظنا في عمنا ويجازيه عنا وعن المسلمين عن وقوفه وذبه وحمايته، وحسن قيامه ومدافعته، وعدم تقصيره قولا وفعلا ومداهنته ومصانعته فوق ما كنا نظن بعمنا بدرجات، ولقد والله كنا نعرف هذا قبل في عمنا ونتلمحه، لكن ليس كاليوم، وما راءٍ كمن سمع، فمن حق اليقين إلى عين اليقين.
ومن أعظم نعم الله علينا ومننه لدينا وجودك في ذلك المقام وهو والله من عجيب صنع الله، ومن أسباب السعادة بفضل الله، وهذا كله إنما ذكرناه لكى يعلم مولانا العم بلوغه إلينا، وإلا فلا منة، لأننا ذات واحدة، ونفس متحدة من ولاه الله منا يغطى الجميع بكنفه ولا يفوت سواه إلا بحمل الكلفة والكل، وسيدنا العم والحمد لله صنو لا يخفى على من تأمل.
والحاصل أن الفقيه السيد موسى وأخاه الحاج عبد الله قد شرحوا لنا ذلك وبينوه بيانا لا مزيد عليه، بحيث لو تصدينا لاستيعابه لما وسعه هذا الكتاب ولا مثله معه، وحيث تجتمع بحول الله نطالعك به وليدع عمنا معنا في كل لحظة ولا يقصر في كل شئ شئ مما يعرض أو يعن أو يقتضيه المقام، فأنت بصيرتنا، شد الله بك أزرنا، وشيد بك أمرنا، وأبقاك لنا وحفظنا فيك، فأى رجل مثلك لنا هيهات هيهات، ونسلم على أعمامنا كلهم مولاى عمر، ومولاى على حفظهم الله، ونُبْ عنا في تعزيتهم وتصبيرهم عوضا منا، ففيك حفظك الله تمام الكفاية وعلى الأخوة والسلام في ٢٤ رجب عام ١٢٩٠ حسن أمير المؤمنين".