وأدبا مع عمه المجاب وتنازلا لمقام عمومته لم يضع علامته باعلى الكتاب، وإنما وضعها أسفل، وزاد في مواضع من الكتاب بخطه لفظ مولاى ومولانا.
وقد جزع المترجم جزعا شديدا لما بلغه نعى والده، ولما اتصلت به المكاتب الحاملة لذلك النبإ المحزن أحضر وزيره إذ ذاك أبا عبد الله غريط، وأطلعه على تلك المكاتب، ثم أحضر قائد مشوره إدريس بن العلام، وأمره بجمع كبراء المحلة وقوادها، وأمر الوزير بقراءتها عليهم، ولما قرئت عليهم أسفوا لموت السلطان الفقيد، وابتهجوا بنصر المترجم وأعلنوا ببيعته وأطلقت بالمحلة الطلقات المدفعية.
ونهض المبايع له إلى مراكش، ولما شارفها وجد الوزراء والرؤساء والقواد والأعيان والجيوش المخزنية مستقبلين جنابه الشريف بالآلة الملوكية والخصائص السلطانية والشارة الحسنة، فدخل مراكش صبيحة يوم السبت سابع عشرى رجب واستقر على عرش ملكه، ووردت عليه الوفود والبيعات من كل ناحية.
وفى ثانى شعبان بويع المترجم بطنجة ونواحيها ووجهت المكاتب لتطوان معلمين لهم بوقوع البيعة والأمر بالدخول في زمرة إخوانهم المسلمين حسبما وقفت على التصريح بذلك في كتاب من الحاج محمد بركاش، لموسى بن أحمد الحاجب السلطانى.
وفى يوم الأحد ثامن عشرى رجب تحقق بفاس خبر وفاة السلطان سيدى محمد والبيعة لنجله وخليفته صاحب الترجمة، فاجتمع العلماء والأشراف والوجهاء والأعيان وعامل البلد السيد إدريس بن عبد القادر السراج، بين العشاءين بدار عديل الشهيرة بحومة الأمعادى، واعلنوا بنصر المترجم.
ونودى بذلك بالأسواق والطرقات والحومات وبالاجتماع ضحوة غده الذى هو يوم الاثنين بمسجد أبى الجنود لكتب البيعة به وفق العادة المقررة في ذلك، ولما