للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم وقف القاضى ومعه جماعة عشية ذلك اليوم وقوف الأبطال، وكفوا السفهاء عما أرادوا، وتوجهوا للحرم الإدريسى من جهة الحمام، ونهى القاضى الأدارسة عن العود لإخراج البارود وسكنت الروعة في ذلك الحين، وبقى الحرم الإدريسى مغلق الأبواب والعسة على بنيس قائمة على ساق، وهذا كله في يوم السبت.

ولما أصبح يوم الأحد رام الأخلاط ومن لا خلاق له مدّ يَدِ النهب في الأسواق والدكاكين، وحمل جل التجار سلعهم لدورهم، وجعلوا على أبوابهم وسطوحهم العسس الكافية، وازداد الأمر شدة والطين بلة، والقاضى والعلماء وجلة الناس ووجهاؤهم يُدَبِّرون في كيفية إطفاء هذه النار الموقدة المتطايرة الشرر.

فجاءوا الأدراسة بحرم جدهم مولانا إدريس وأمروهم بفتح الحرم فأذعنوا لذلك، ورجع القاضى ومن معه للقرويين واجتمعوا بعامة الناس وخاصتهم، وتصدر القاضى لشرح الحقيقة والواقع في كتاب السلطان ومراد خليفته ووعظ وذكر. وحذر وأنذر. وخَوَّفَ بَأْسَ السلطان وسطوته، وضمن لهم أن لا يروا من السلطان إن هم أذعنوا وأطاعوا ما يكرهون، ولا يعنف أحدًا منهم، فرضوا بذلك والتزموه.

وحينئذ رجع القاضى بمن في معيته للحرم الإدريسى، وأخبروا الأدراسة بالواقع، ففتحوا الأبواب وانكشف كثيف ما كان من سحاب الأهوال، ووضعت الفتن أوزارها، وبزغت شموس الأمن بأرجاء القلوب. انتهى. ملخصا من الدر المنتخب وجله بالمعنى.

وفى صبيحة يوم الخميس تاسع عشرى رمضان حل برباط الفتح وأقام به سنة عيد الفطر وغمر الجند والأيتام والأرامل والأشراف والعلماء وذوى الحيثيات

<<  <  ج: ص:  >  >>