للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان أبي الربيع مولانا سليمان، الذى جاء من سجلماسة يطلب الملك اقتداء بأبيه من قبله الذى كان ثار أوائل دولة والد المترجم فلم تنجح مساعيه. وبقى يجوب البلاد البربرية وأطماعه الأشعبية تعده وتمنيه. إلى أن كانت عاقبة أمره سجنا طويلا، إذ لما حل المترجم بالصفافعة من قبيلة بنى حسن بلغه خبر القبض على القائم المذكور بقبيلة بنى سادن أو آيت يوسى والتوجيه به سجينا للخليفة السلطانى بفاس، وهو إذ ذاك أخو المترجم المولى إسماعيل وكتب بشرح ذلك لسائر إيالته ودونك لفظ ما كتب به بعد الحمدلة والصلاة والافتتاح:

"وبعد: فإن عبد الكبير بن عبد الرحمن الذى سولت له نفسه ما سولت من الرأى المنكوس. والحظ المعكوس. كان تحزب بشياطين وأوباش من برابرة بنى مجيلد، وأتوا به لآيت عياش قرب فاس، فلما سمع بذلك خدامنا أهل فاس وأخوالنا شراكة وغيرهم من الجيش السوسى وقبائل الصلاح، قاموا على ساق في طرده وإبعاده. ونفيه من ساحتهم وتشتيت رماده. وقابلوه بالنكاية والوبال. ورأى منهم ما لم يخطر له ببال. ورجع بِخُفَّىْ حُنَين (١)، ثم بعد الطرد والإبعاد لم يبال. بما هو عليه من سوء الحال، ولا أقلع عما طمع فيه من المحال، ولا انتبه من نومته، ولا أفاق من سكرته، وبقى على دورانه عند البربر إلى أن ختم مطافه بالوصول لآيت يوسى فحكم الله فيه هنالك وأُتى به مقبوضا عليه وذهب ريحه وسقط في أيدى (٢) من كان آواه من البربر وحصلوا كلهم على الخسران. والخزى والخذلان.

وها الفتان مثقف تحت يد أخينا مولاى إسماعيل حفظه الله فالحمد لله حق


(١) تحرف في المطبوع إلى: "رجع بخف حنين" وهو مثل يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة.
(٢) في المطبوع: "في أيد من كان".
.

<<  <  ج: ص:  >  >>