حمده. ولا نعمة إلا من عنده. وهو المسئول بنبينا - صلى الله عليه وسلم - ومجد وعظم. أن يؤدى عنا وعن المسلمين شكر نعمته. وأن يجرينا على ما عودنا من جزيل فضله ومنته.
هذا وقد كتبنا لكم هذا بعد ما خيمنا بحول الله ببلاد الصفافعة من بنى حسن ومحلتنا المظفرة بالله محفوفة بالنصر والعز بحمد الله، وأعلامنا المنصورة بالله رياح السعادة واليمن تسوقها، والأرباح تكفل بها سوقها، وقد أعلمناكم لتأخذوا حظكم من الفرح بما خول مولانا جل وعلا من عظيم نعمه، فلله الحمد وله المنة والسلام في ٢٣ من شوال عام ١٢٩٠".
قلت: ثم بعد مكث الثائر في السجن يرفل في قيود الهوان والصغار أمدًا بعيدًا عفا عنه المترجم وسرحه وأكرم مثواه، وأجرى عليه جراية تليق بأمثاله من أفراد العائلة.
وقد عقد صاحب الفتوحات الوهبية في سيرة مولانا الحسن السنية وهو العلامة الحسن بن عبد الرحمن السملالى فصلا خاصا بثورة مولاى الكبير، وخلاصة ما ذكره أن اسمه سليمان، وأنه لقب بالكبير لأنه أكبر إخوته، وأنه اقتدى في ثورته على مولاى الحسن بأبيه مولاى عبد الرحمن بن سليمان حين ثار على سيدى محمد بن عبد الرحمن والد مولاى عبد الرحمن لاستصغاره إياه سنا وعقلا، فإنه خرج من تافيلالت ولما وصل "القصابى" بعث بريدًا لإعلام أهل فاس بأمره فأجابوه بالموافقة واستحثوه في السير قبل مجئ السلطان من مراكش، وواعدوه باللقاء في صفرو، متى نزل بها، فلما نزلها أخلفوا وعدهم معه وأبوا أن يخرجوا إليه حتى يصل إليهم، ولكنه لما وصل ظهر المهراز مع أتباعه البرابر وجد أمامه الباشا فرجى قد خرج للقائهم لما تواترت (١) أخبارهم، وكان ذا رأى وحرب وتدبير، فمزق جيشه أصحاب مولاى عبد الرحمن، واستلبوا خيلهم وبغالهم وأسلحتهم، وكاد المولى عبد الرحمن يقبض.