سجنه؛ لأنه أول قفص من أقفاص الامتحان، ثم قال السملالى ما نصه: وكان سفهاء الأحلام حين سمعوا بتوجهه تشوفوا إليه وتلقوه خارج المدينة، وقصدوا مشافهته بما توسوست به نفوسهم من الأمانى الكاذبة، فأتوا إليه في محله أفواجا ظنا منهم أن النزول نزول إكرام واستراحة ولم يعلموا أنه نزول نكال وعقوبة، فمنعهم الرقيب من الدخول فردهم خاسئين، والرقيب هو الباشا الحاج سعيد بن فرجى.
فسمع هو بذلك فتيقن أنه مسجون، وأن رأيه خاب وخسر، ثم بقى بدار بودلاحة إلى أن قامت قضية ابن المدنى بنيس فنقل لسجن الدكاكين ونزل بها بنيس.
قلت: ثم نهض من الصفافعة إلى دار ابن العامرى وأوقع بأولاد يحيى فريق من بنى حسن وقعة شنيعة كادت أن تحص منهم كل شئ، وألزمهم غرامة طائلة عقوبة لهم على ما أجرموه من الافتيات على عاملهم عبد القادر بن أحمد وهد داره ونهب أمتعته، وسعيهم في الأرض الفساد، ثم ظعن ووجهته مكناسة ومر في طريقه على الزاوية الإدريسية الزرهونية.
وكان حلوله بدار الملك عاصمة سلفه الأكرمين مكناسة الزيتون سابع ذى القعدة، وأقام بها سنة عيد الأضحى ووصل أشرافها وأعلامها وسائر ذوى الحيثيات بها بصلات وعوائد، وبالغ في الإحسان للضعفاء والأيتام.
ثم وجه جيشه لقمع متمردة بنى مطير ومن انضم إليهم وانخرط في سلكهم من العصاة كمجاط، وبنى مجيلد، وآيت يوسى، فنالت منهم بعد أن كانت الحرب سجالا.
ولما لم يكتف بذلك في تأديبهم خرج إليهم بنفسه في جيوش جرارة لاستئصال شأفة بغيهم وعيثهم وعبثهم وإيذائهم بالمارة، فسقاهم كأسا دهاقا من