فلما دنت الغرابة ومن معها من حلل آيت حلى حملوا عليها فانهزم محمد اسعيد واشتغل الغرابة بالنهب وتشتتوا في الحلل، فلما رأى منهم ذلك كر عليهم بقومه ثم هزموهم وغنموا منهم وحزوا.
وكان مولاى الكبير قد بقى في الدار لم يركب هو وشرذمة من آيت مرغاد، وآيت حديدو، وأهل الخنك ينتظر أنباء سريته ودخولها صفر، وجلب المساجين.
فلما رأى ما رأى خاف وأمر بقلع الخزينة وركب هو ومن تبعه وقصدوا دار الشريف سيدى أحمد بن عبد الجليل الوزانى فنجاه الله من الغرابة؛ لأنهم لما انهزموا ساروا إليه يريدون أن ينفذوا فيه ما اتفقوا عليه مع الأمرانى في شأنه ليتمكنوا بعد ذلك من محمد اسعيد، فاقتفوا أثره جهة سبو فوجدوه قد عبره ونزل هو عند الشريف إلى انتصاف الليل، فطرقهم أعراب الحياينة وبنو سدن وبنو وراين وآيت شغروشن وأحدقوا بالدار، فلما خرج لهم ربها قالوا إنا قد جئنا لنبايع سلطاننا الذى دخل دارك فاطلب منه أن يخرج حتى نبايعه ثم يعود إليها، فلما خرج إليهم أخذوا بيده وعاهدوه وأمروا رب الدار أن لا يخرج حتى يراهم، فلما ذهبوا ورجع لمحله ندم على ما صدر منه وتيقن القبض لا محالة، فكتب للأمرانى يستحضره هو ومولاى عبد السلام العدوى لإتمام ما تحدثوا به في آيت عياش، فلما وصل الكتاب أخرجهما مولاى إسماعيل حالا مع فضول الرامى مقدم مولاى إدريس إليه، فلما وصلوا امتنع من الذهاب معهم لفاس إلا إذا حضرت لوحة مولاى إدريس أو الدليل أو السبحة، فأرسلوا في ذلك فوجه لهم به وباتوا ليلتهم تلك، فلما أصبحوا توجهوا لفاس.
وكتب الشريف رب الدار وعمه السيد إدريس بن زين العابدين للسلطان وهو حينئذ بالرباط يطلبون أن لا تخفر لهم ذمة بمولاى الكبير، فأجابهما السلطان لذلك، فلما وصل لفاس البيضاء أمر الخليفة بمنزاله بدار بودلاحة أمارة على