ولد البشير ومسعود اليزناسنى وأصحابه معه فوردوا عليه بالقصبة المذكورة، ولما مثلا بين يديه عزل حيطوط المذكور عن عمالة وجدة، وولى مكانه ولد البشير امسعود حيث رأى أن إطفاء نيران تلك النواحى لا يتم إلا بذلك، فانقلب المترجم لفاس على طريقه بعد أن وجه لوجدة عاملها الجديد، وأمر العامل المنزوع بمصاحبة ركابه الشريف ونهض بجنوده الجرارة قاصدًا فاسا، ولما وصل عقبة موكة المحل الشهير بمكناسة تراكمت الأمطار وتكاثف الوحل وحصل لتلك المحال بسبب ذلك مشاق عظيمة، وأصيبت بخسائر جسيمة.
ولما حل المترجم بفاس وفدت عليه وفود التهانى لقصوره العامرة، ولما استقر به النوى أوقع القبض على الحاج محمد أومنو السوسى قائد الطابور السوسى ووجه به سجينا لتطوان، وولى مكانه على العسكر المذكور الحاج على السوسى الباعمرانى، ثم رشح لعمالة طنجة القائد الجيلانى بن حم، ولعمالة فاس السيد عبد الله بن أحمد.
وبأثر ذلك عقد لأخيه المولى عَلِىّ عَلَى محلة لا يستهان بها، ووجه لاستخلاص المترتب على القبائل الريفية والقبائل القاطنة بنواحى تازا، ووجدة، وأسند قيادة تلك المحلة لباشا تازا القائد عبد الرحمن الزرارى، فاستاء جل القبائل وبالأخص المجاورة لوجدة وأنف عاملها ابن البشير من الرضوخ لأوامره، فكانت المحلة كلما أشرفت على قبيلة اشترط أهلها عدم دخول الرئيس المذكور لترابهم والتزامهم بالقيام بواجب المحلة ومقابلة أخى السلطان المولى على المذكور بما يليق به من الحفاوة والإجلال والخضوع والطاعة لأوامره.
وقد كان ابن البشير تجمهر مع عدة قبائل وصمم على العصيان وشق عصا الطاعة أنفة من رياسة عامل تازا المذكور على المحلة دونه، إذ قد كانت بينهما