للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شدت سحرا ورقاء شدو تغرد ... فأحيت شجا وجدى وأفنت تجلدى

فبالله يا ورقاء مالك رعتنى ... وأكمدتنى من شجوك المتردد

بكيت بلا دمع فأبكيت دامعا ... ونحت على ورد فجرعت مورد

لئن كان ما بى في الهوى بك مثله ... فعودى فلم ينكر شجاك وغرد

وإن نحت شوقا للمغافى فإننى ... أنوح اشتياقا للحبيب محمد

سلكت الهوى براً وخضته لجة ... وجبته مكارم الحشا جوب متئد

فألفيت أن المحرز النجح من قفا ... سبيل هوى الفرد النبى الممجد

إليك رسول الله ثارت صبابتى ... فهل عطفة تشفى بها قلب مكمد

فما كنت أدرى ما الغرام وما الهوى ... إلى أن ثوى قلبى غرام محمد

ففك حبيب الله أسر عبيدكم ... عشيق بأغلال الغرام مقيد

يحن إليكم كى يفوز بمطلب ... ويصبو إليكم صبوة المتفقد

شجيا غدا مضنى الفؤاد بحبكم ... يبيت بجفن من هواك مسهد

إليك صفى الله سقت وسائلى ... فجدلى بفضل من نداك مؤبد

لقد صار لى طبعا هواك وشيعة ... وحسبى به رادا وخير تزود

وإنى وقد أرقاك ربك رتبة ... تعالت فلن تعطى لرسل وهجد

فأنت رسول الله أكرم من مشى ... على الأرض في بيد وغور وأنجد

نبى هدى للعالمين ورحمة ... فلولاه لن يهدى من الغى مهتد

بهيبته إيوان كسرى تصدعت ... ودر له ثدى فلم يتخدد

وأشرقت الأقطار ليل ولاده ... وفاح شذا فيها شجا كل أمجد

<<  <  ج: ص:  >  >>