وسرت بها فيها الملائكة العلا ... وهز له العرش ازدهاء بمولد
ولاحت له فيها براهن فضله ... وبات بها باب السما غير موصد
بها فخرت كل الليالى وقد غدا ... بها شهرها بين الشهور كعسجد
على طه خير الأنبياء محمد ... صلاة بها ننجو من الهول في غد
بدا فمحا رسم الضلالة بالهدى ... كمحو الدياجى بالسنا المتوقد
هو الأصل في خلق العوالم كلها ... فلولاه لم تذرأ جميعا وتوجد
فمن نوره قد كان كل مكون ... ومنه تجلى كل نور ممدد
تخصص بالمجد الأثيل وبالعلا ... على شرف محض طريف ومتلد
وكيف من المولى ارتضاه حبيبه ... تناهى حلاه عن فصيح ومنشد
له حجج ما نالها قبل مرسل ... على معجزات أعجزت كل ملحد
حباه إله العرش حوضا وكوثرا ... وشق له البدر المنير بمشهد
وأيده من محض فضله بالصبا ... فكان الصبا يصبو على وفق أحمد
وأسرى به فوق البراق أمينه ... وأدناه والمحبوب غير مبعد
فنال مقاما لا يطاول شأوه ... جلالا وتقديسا على رغم حسد
وأعطاه نصرا باهرا وشجاعة ... فكان يرى فحل العداة كخفدد (١)
بعضب معد للكفاح مصمم ... فويل العدا يا ويلهم أن يجرد
وأتحفه دون الورى بشمائل ... كروض بهيجات أزاهره ند
وآتاه خلقا يخجل الشمس نوره ... متى ظفرت عين برؤياه تجمد
(١) في هامش المطبوع: "على وزن هدهد الخفاش كخفدود على وزن بهلول".