للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعطاه في يوم المعاد شفاعة ... تعم ذوى الإسلام جمعا لمفرد

وأنزل قرآنا عليه مفصلا ... أصار جميع الملحدين كجلمد

وأعجز منه الإنس والجن آية ... فيا حسرة العاصى وبشرى لمرشد

وحن إليه الجذع واستأنست به ... ضباب الموامى (١) والوحوش بفدفد

ووافت له الأشجار تسعى كما جرى ... بكفه ماء قد روى اللجب الصد

وقد هز عزما حيث لاقى عكاشة ... فعاد لديه كالصقيل المهند

وقد منح البئر الأجاج عذوبة ... بتفلته حتى حلا كالمقند (٢)

وقد ظللته من ذكاء غمامة ... وفك بعيرًا منه رام ليفتدى

ورد بفضل الله عين قتادة ... وعافى عليا من قذى به مرمد

ويا عجبا فى كفه سبح الحصا ... كذاك طعام منه سبح في اليد

وأمته قد أخرجت خير أمة ... ويلزم فضل المقتدى فضل مقتد

وأخبره عن سمه عند أكله ... ذراع فلم تستقص آى محمد

عليه صلاة الله ما هام مغرم ... بحبه من غير اصطبار موطد

ومنه الرضا عن آله الغر من سمت ... لهم قدم في كل فضل منضد

ومن زهرت في المكرمات مناقب ... لهم مثل روض بالأزاهر أملد

ومن حبهم فرض على كل مؤمن ... وبغضهم يفضى لجمر موقد


(١) في هامش المطبوع: "الموماة: المفارة الواسعة والجمع موام".
(٢) في هامش المطبوع: "القند والقندة -بالفتح فيهما- والقنديد: بالكسر، عسل قصب
السكر إذا جمد جمودا، معرب. ويقال: سويق مقند كمعظم ومقنود ومقندى، إذا كان
معمولا بالقنديد، هـ. تاج بخ، ومن تواريخ المشرق: كتاب القند في علماء سمرقند".

<<  <  ج: ص:  >  >>