باب الحفاة وغيره من المسجد المذكور في الأخدود المعدلة إلى الآن هناك لتطهير أرجل الحفاة الداخلين للمسجد حفظا ونقاوة وإبعادًا لأسباب الدنس عن المسجد لما انبنى عليه الدين الحنيفى من النظافة في سائر وجهاته المقدسة المعضوض عليها بالنواجذ من رؤساء الملة الحنيفية قديما وخصوصا المؤسسين لمعابده، القائمين بتشييد محامده، ولكن لما كانت من سنة الله التي قد خلت في بلاده وعباده ولن تجد لسنة الله تبديلا إحالة الأحوال وصيرورة الكل إلى خبر كان، توفرت عوامل الإهمال، الموجبة للخراب والاضمحلال، حتى صار ذلك المجرى وما انبنى عليه نسيا منسيا، وأضيف ماء الساقية للوادى كما أضيف إليه ماء عيون أبى العمائر وغيرها مما هو بإزائه.
والوادى المذكور يسمى في ماضى الزمان بفلفل وأبى العمائر، وفى حاضره بأسامى متعددة بحسب الأمكنة المار فيها، منها بوفكران، ومنها عين معروف، ومنها در دورة.
وقد تحقق لدينا أن أصل منبعه من الكهف الكائن بقبة جبل بُوْزَ كُّو -بضم الباء وسكون الواو وبعدها وفتح الزاى وتشديد الكاف المعقودة مضمومة- الكائن هو أى الجبل بأقماشن من آيت بورزون فخذ من قبيلة بنى مطير، ويعرف الكهف المشار له بكهف الريح، سمى بذلك لشدة الرياح الصاعدة من جوفه، حتى إنه لا يكاد يمكن الإشراف على قعره ولا يكاد يمكن المشرف عليه أن يمسك نفسه معها عن السقوط في هوته كذا قيل.
وبسفح هذا الجبل بالمحل المعروف بَمزَّعتِوالْ -بفتح الميم وتشديد الزاى المفتوحة وسكون العين المهملة وكسر التاء وفتح الواو المشبعة بعدها لام ساكنة- عيون، أصل معظمها وأكثرها ماء من الكهف المذكور بدون أدنى ريب يلحق في ذلك سكان ذلك المحل، قالوا: لأنه مهما سقط بذلك الخرق شيء خرج في بعض