للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن المعلوم عندهم أن كل من شرب من مائها أى هذه البئر تنور قلبه وحذق ذهنه وصار حافظا للعلوم، وبهذه المدرسة كان يدرس علامة زمانه المشهور الشيخ محمد بن عبو الهشتوكى المتوفى عام ١٣٣٢، ومن ابى اكرا ارتحل المترجم إلى وادى ماسة، ومدة السير ست ساعات وأقام ثم ثلاثة أيام.

وماسة هذه على شاطئ البحر بها رباط وبه جامع مدفون في الرمال، قيل: إنه من بناء عقبة بن نافع الفهرى، وأكثر العلماء يزعمون أن الإمام المهدى يظهر من ماسة بهذا الرباط، وتكلم فيه في مشارق الأنوار.

وبماسة عيون جارية، وقرى متصلة أنيقة، وأعظم قراها تسلا واغبلو وتكون بين أهلهما عداوة وفتن وحروب، وموضع الرياسة الآن تسلا.

ومن وادى ماسة لدوار سيدى علي ومدة السير ساعتان، ومنه إلى تيزنيت ومدة السير أربع ساعات، ومنها إلى اكل بساحل البحر ومدة السير ساعتان ونصف، وأقام هنالك يوما، ومنه ظعن إلى امزور بزاوية سيدى عبد الرحمن ومدة السير ساعة ونصف، وأقام هنالك سبعة أيام وهذا نهاية سفره، فجميع أيام السفر في هذه الحركة ذهابا خمسة وعشرون يوما، وجميع سوائع السيرست وتسعون ساعة وثلاثمائة دقيقة وستون دقيقة، وجميع أيام المقام سبع وعشرون يوما.

وهنالك وفدت عليه أشراف آيت باعمران وفقهاؤهم ومرابطوهم وأعيانهم وأشياخهم المالكون لقيادهم، وأظهروا كامل الطاعة وغاية الإذعان، ووليت عليهم عدة من العمال، ووقع الكلام معهم في شأن المرسى التي أريد فتحها بالمحل المذكور آنفا، فأجابوا بالامتثال والسمع والطاعة، ووجه معهم المهندسين والفقهاء ولفيفا من أعيان الجيش لتخطيط تلك المرسى ورسمها على الوجه اللائق والنهج الهندسى الرائق.

<<  <  ج: ص:  >  >>