ولما دوخ البلاد السوسية ومهدها وبث روح التآزر والتعاضد ورتب بها القضاة والعمال، وكف عنها اليد العادية انقلب إلى العاصمة المراكشية، فنهض يوم الخميس رابع رمضان العام موافق ثامن يوليه من امزور إلى الكرمة بين المعدر وتزنيت، وكانت مدة السير ساعتين وربع، ومنها إلى بكرة وادى ولغاس ومدة السير ثلاث ساعات وربع، ومنه إلى الدحوش وهم أولاد بوطالب والمسير ثلاث ساعات وربع، ومنهم إلى طكط بلاد هشتوكة ومدة السير أربع ساعات، ومنها إلى بدار بلاد مسكينة ومدة السير ثلاث ساعات ونصف، وأقام المترجم ثم ثلاثة أيام ومنها، إلى ابن سر كاو قرب مرسى أكادير ومدة السير ساعتان وربع، ومنه إلى تمرغت ومدة السير ثلاث ساعات، ومنها إلى وادى اذاوتامر والسير سبع سوائع، ثم تبصيرت والسير أربع ساعات ثم زاوية امكدار والسير ست ساعات وربع، وأقام المترجم هنالك يوما واحدا، ومنها إلى وادى بوريقى والسير ثمان ساعات وأقام ثم يوما واحدا أيضا، ومنه إلى جمعة الكريمات والمسير أربع ساعات، ومنها لعين اماست والسير ثلاث ساعات ونصف، ثم إلى وادى ششاوه والسير سبع ساعات وربع، ثم نزالة المزوضى والسير ثلاث ساعات، ومنها إلى عدوة وادى نفيس والسير ست ساعات، ثم بوعكاز والسير ساعتان وربه، ومنه إلى الحضرة المراكشية والسير ساعة وربع.
فجميع أيام السفر ذهابا وإيابا خمسة وسبعون يوما، أولها الاثنين وآخرها الجمعة، وجميع السوائع في الذهاب والإياب مائة وسبعون ساعة، وبمراكش أقام حفلة سُنَّة عيد الفطر.
ولم يزل مقيما بها إلى أن دخلت سنة ثلاثمائة وألف وفيه نهض قاصداً عاصمة سلفه المكناسية، وهذه الحركة العاشرة، وكان مروره على قبيلة الرحامنة، فزمران، ثم قبائل تادلا، وأوقع بالسماعلة منها، ثم نهض لقبيلة زعير وبها أقام