يتفاوضون معه فيما عسى أن يعرض لهم من المهمات ولا سيما إذا كان المخزن بعيدا عن هذه الشرفات.
واشترطنا على السادة منهم والأعلام. والأعيان والحكام. المعينين عندهم لربط الأمور ربط إتقان وإحكام. أن يضربوا على أيدى أهل الجرائم وأن ينتصفوا للمظلوم من الظالم. وأن لا يخرجوا في ذلك على ما تقرر لديهم من الأعراف والحد المحدود لهم عند الانتصاف.
وعليه أن يكون يعلم بالشاذة والفاذة لا يترامى لعين لائمه ولاحيه. ولا يتوارى عن الحق في مغابن نواحيه. لنكون على بصيرة فيما قصدناه من فتح تلك المرسى ومؤاخاة لإثارة النعمة، ودفاعا للبوسى فنصبناه.
وبما هو من شأنه كلفناه وحضر العمال المشار إليهم معه وبعدما عرفوا بذلك كله وعرفوه أشهدوا بأجمعهم أنهم التزموه. وأنهم عند السمع والطاعة يقومون به جهد الاستطاعة بل لأجل تمكن المعنى منهم أتم مكان. على وجه الإذعان والاستحسان ختم العمال منهم بخواتم عمالاتهم على عقد الإشهاد. تأكيدا للقصد وتأسيسا للمراد كما أشهد أهل السواحل منهم بالتزام جعل العسات في مراسى سواحلهم كفا للضرائر وحسما لمادة النزاع والجرائر وإرشاداً للضليل، وفرارا من كثرة القال والقيل.
وبالجملة فقد أطلقنا لكم بالخبر اللسان ليصير هذا الغيب عندكم كالعيان. شارحين لكم الوجه الذى صرفنا إليه الآمال واستعملنا في أسنته وفى أعنته الشمال. وحثًّا على تمكينكم من حظكم من الفرح بما سن الله لنا من العز والإجلال. واجتلاء وجوه التهانى ووفود الآمال. ونحن على نية الأوبة بحول الله المتعال، فنسأله سبحانه أن يتمم ذلك برد الجميع سالمين غانمين. وييسر لنا ما فيه رضاه ولكافة المسلمين. آمين والسلام فاتح رمضان المعظم عام ١٢٩٩".