للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو منطبق تمام الانطباق على موقع تاورا الطبيعي، فإنها مطمئنة الوسط مرتفعة الجوانب من جهاتها الأربع كالحياض، يسبب لوسطها مسيل ماء الأمطار ضرورة كانت ذات بساتين متعددة تتصل كل دار ببستان كحالة دور سكان الأروى الإسماعيلي ونواحيه في عصرنا الحاضر.

وحارة تاورا المذكورة وما عطف عليها هي الكائنة شرقا عن يمين الذاهب لزرهون الخارج من باب البراذعيين والحوائر الأخرى عن يساره غربا.

وأما الخارج من باب تريمي الصغيرة أحد أبواب المدينة اليوم وقيدنا بالصغيرة احترازا عن تريمي الكبيرة القصبة الشهيرة الكثيرة السكان الكائنة داخل باب البراذعيين المحدث فيها اليوم الباب الذي أعد لدخول البقر عند إيابه من المسارح فتبقى الحوائر التاورية وما عطف عليها عن يساره.

وجميع تلك الحوائر لا يعرف اليوم إلا بتاورا، إلا حارة بني موسى فإنها لازالت معروفة باسمها القديم والطريق المارة لزرهون فاصلة بين حوائر تاورا وحوائر بني موسى، وغراسات تلك الحوائر والبساتين الزيتون والتفاح وأنواع الإجاص (١) والسفرجل (٢) والرومان والخوخ وأنواع كثيرة من التين لا تكاد توجد في غيرها والمشمش والبرقوق والعنب والتوت الشهي، والليم (٣).

وقد عفت تلك الحوائر ودرست الأطلال والرسوم، ولم يبق لهذا العهد بالمدينة لنسل سكان تلك الحوائر أثر غير بني حموش المعروفين في الزمن الحاضر بالحمامشة، فإنه لا زال البعض موجودا أعرف واحدا منهم يتعاطي خطة العدالة،


(١) الإجاص: شجر من الفصيلة الوردية، ثمره حلو لذيذ، يطلق في سورية وفلسطين وسيناء على الكمثرى وشجرها، وكان يطلق في مصر على البرقوق وشجره.
(٢) السفرجل: شجر مثمر من الفصيلة الوردية.
(٣) الليم: الليمون.

<<  <  ج: ص:  >  >>