وغير زغبوش المدعوين اليوم بالزغابشة فإن بقية نسلهم موجود بالمدينة اليوم على قلة وما لغيرهما من باقي تلك الشعب والقبائل من بقية فالبقاء لله وحده وكل شيء هالك إلا وجهه، وسنأتي بعد إن شاء الله تعالى على بيان وقت تخريب هذه الحوائر ورجوع العمارة إليها ثم انقطاعها عنها بالكلية.
ومن الحوائر والبساتين الشهيرة في هذه الأعصر بضفتي تاورا: البستان المعروف بعرصة النصراني ولم أدر ما وجه هذه الإضافة وابن شملاك وابن العلام والقادرية وخواش والنجار والحارة وبوخيار ولا زال جل ما ذكر يسقى من وادي أبي العمائر، وبعضها يسقى من عين أبي الخيار المارة الذكر، ولا زال ماؤها العذب المعين يتدفق، وهي إحدى المواضع التي أعدت لغسل الصوف والثياب بعد منع ذلك وإزالته من عيون أبي العمائر السالفة الذكر، كما يسقى أيضا بعض الحوائر المشار لها بماء عيني الغولة وعرصة النصراني وأيس بالكثير ماؤهما ولا يوجد بتاورا اليوم من العيون غير ما ذكر.
ومن أشهر حوائر بني موسى في العصر الحاضر: جنان العريفة ومولاي زيان والظاهر، وبهذه البساتن عيون منهمرة بالعذب الزلال مبنية عليها الصهاريج المهمة تسقي منها غراساتها كما تسقي كغيرها من الساقية المرعوفة بقشمارة -بفتح القاف وسكون الشين المعجمة وفتح الميم المشبعة وتشديد الراء مفتوحة بعدها هاء وماء هذه الساقية يخرج من ماء أودية المدينة المضاف ويسقي أيضا بعض تلك الأجنة بماء عيون حربل -بفتح الحاء المهملة وسكون الراء- النابعة أسفل قصبة تولال خارج باب سيدي سعيد أحد أبواب المدينة كما سيمر بك بحول الله.
تنبيه: قد سبق ابن غازي إلى وصف هذه الحوائر الإدريسي في "نزهة المشتاق" فقال: مكناسة مدائن عدة وهي في طريق سلا ومدينة مكناسة هي المسماة