للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تاقررت (١) وهي الآن باقية على حالها لم يدركها كبير تغيير، وهي مدينة حسنة مرتفعة على الأرض يجري في (٢) شرقيها نهر صغير له أرحاء وتتصل بها عمارات وجنات وزروع، وأرضها طيبة، ولها مكاسب وأموال طائلة، ومكناسة سميت باسم مكناس البربري لما نزلها مع بنيه عند حلولهم المغرب، وأقطع (٣) لكل ابن من بنيه بقعة يعمرها مع ولده، وكل هذه المواضع التي أحلهم بها تتقارب وتتجاور أمكنتها، وبلاد مكناسة منها التي تعرف ببني زياد وهي مدينة عامرة لها أسواق عامرة وحمامات وديار حسنة والمياه تخترق أزقتها، ولم يكن في أيام الملثم بعد تاقررت أعمر قطرا من بني زياد، وبينهما نحو من ربع ميل، ومنها إلى بني تاورا وتاقررت نحو ذلك وكانت مدينة تاورا (٤) متحضرة جامعة غامرة وأسواقها كثيرة والصناعات بها نافقة، والنعم والفواكه لا تقضى بها حاجة -أي لكثرتها ورخصتها- والماء يأتيها من جنوبها من نهر كبير فينقسم في أعلاها ويمر ما انقسم هناك من المياه فيخترق جميع أزقتها وشوارعها وأكثر دورها (٥).

وبين تاورا وبني زياد مدينتان صغيرتان إحداهما القصر وهي مدينة صغيرة في الطريق من تاقررت إلى السوق القديمة على رميتي سهم، وهذه المدينة بناها أمير من أمراء الملثمين وجعل لها سورا حصينا وبني بها قصرا حصينا ولم تكن بها أسواق كثيرة، ولا طائل تجارات، وإنما كان ذلك الأمير يسكنها مع جلة بني عمه والمدينة الأخرى في شرقي هذه تعرف ببني عطوش، وهي ديار متصلة وعمارات في بساتين لهم هناك، ولهم أشجار وغلات وزيتون كثير وشجر تين وأعناب وفواكه جمة وكل ذلك بها رخيص (٦).


(١) في المطبوع: "تاكرارت" والمثبت في نزهة المشتاق ١/ ٢٤٤، التي ينقل عنها المصنف.
(٢) في المطبوع: "على" والمثبت رواية نزهة المشتاق.
(٣) في المطبوع: "اواقتطع" والمثبت رواية نزهة المشتاق.
(٤) في نزهة المشتاق: "تاورة".
(٥) نزهة المشتاق ١/ ٢٤٤ - ٢٤٥.
(٦) نزهة المشتاق ١/ ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>