للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبعث إليهم باشا مكناس القائد حم بن الجيلانى في جيش عظيم متنظم من العسكر والقبائل البربرية كبنى مطير وجروان، ثم نهض المترجم من العاصمة المكناسية في التاريخ المتقدم بجنود لا قبل لهم بها.

ولما حل بجنوده بالمحل المعروف بسيدى بورمان وجد في استقباله هنالك القائد محمد أحمد الزيانى فيما يزيد على الألف فارس من إخوانه، ولما شرفت الجلالة السلطانية عليهم. وأشرقت أنوار محياه بحيهم. ترحل القائد المذكور وأدى التحية المخزنية كما يجب، وقبل الركاب كبقية إخوانه وأعلنوا بالسمع والطاعة والتمسوا صالح الأدعية وخامرهم من الفرح والارتياح ما لم يكن في حسبان، وأحدقوا بالموكب الشريف يتمسحون ويتعلقون بالأذيال حتَّى حالوا بين السلطان وبين جل الخاصة من حاشيته والسلطان يهش في وجوههم ويبش، ويظهر من الانشراح والتنازل ما زادهم إغراء وإغراقاً في التهتك في حبه والميل بالقلب والقالب إليه، ثم بعد قضاء وطرهم من التبرك واستجلاب صالح الأدعية امتطوا ظهور خيلهم وتقدموا أمام المحال السلطانية إلى أن حلوا بالمحل المعروف بكر كرة فخيم السلطان هنالك إلى أن أقام سُنَّةَ عيد الفطر.

وبعد انتهاء حفلة أيَّام العيد في غاية الأبهة والضخامة نهض السلطان في جنوده المجندة إلى أن حل بالمحل المعروف بيمين خنيك فوجد هنالك باشا مكناس القائد حم بن الجيلانى في محاله، إذ كان المترجم وجهه مقدمة أمامه قد وقعت بينه وبين بعض العتاة مناوشة بالبارود انجلت عن قتلى وجرحى من الفريقين، ولولا أن المترجم أمدهم بأبطال فرسان محلته سعيدة الطالع لكانت الهزيمة على المحال الباشوية، ولبقى هو أسيراً بأيديهم إذ قد ضربوا فرسه، ولما بقى راجلاً أحدقوا به فأدركته خيل المحلة وشتت جموع البغاة، ولما مثل الباشا المذكور أمام السلطان وبخه وقبح فعله إذ كان مراده أن لا يخرج بارود من المحال المخزنية ولو

<<  <  ج: ص:  >  >>