بذممهم من الواجب الشرعي، وقد أظهروا من الطباعة ما لا مزيد عليه، وهم على دخل مصممون على الغدر والأخذ بالثأر لإخوانهم بنى مجيلد، فأسعف المترجم رغبتهم وعقد لابن عمه البركة المفضال مولاى سرور بن إدريس بن سليمان السلطان المذكور سابقاً والمترجم فيما يأتى بحول الله ووجهه معهم.
ثم نهض المترجم وسار إلى أن حل بالمحل المعروف باغبال تسردنت، وهنالك وجد المهراس الصينى الكبير الذي كان بقى ثم من عهد السلطان أبي الرَّبيع سليمان في الوقعة المنبه عليها آنفاً، فأمر المترجم بحمله لمكناس، ثم نهض وسار إلى أن خيم بالمحل المعروف بجنو، وهنالك بلغته واقعة مولاى سرور، وذلك أن مولاى سرور لما ذهب مع آيت شخمان في تلك الشرذمة من الجيش ووصل لحلتهم، أظهر الشخمانيون له من الفرح والابتهاج والرضوخ للطاعة ما دلوه به ومن معه من الجيش بغرور، ففرق تلك الجيوش على حللهم مظهرين غاية الاعتناء بهم وأنهم يريدون ضيافتهم، ولم يتركوا مع الشريف المذكور غير نفر قليل، ولما جن الليل قتل كل من عنده، وأوقع البارود وقتلوا الشريف حسبما يأتى تفصيل ذلك في ترجمته.
ثم لما بلغ ذلك الخبر المحزن للسلطان اشتد غيظه وأنهض الجيوش للإيقاع بهم والإتيان بهم ناكصين على الأعقاب، فلم يجدوا لهم أثراً حيث إنهم لما فعلوا فعلتهم الشنيعة هربوا ودخلوا الكهوف والأوعار، فهدمت أبنيتهم واستؤصلت أمتعتهم، وحصدت زروعهم، وغض الطرف عن اقتفاء أثرهم وهو يتربص بهم الدوائر حيث إنه في وسط أرضهم، وجل من معه منهم لا تؤمن غائلته.
ولما شاع أمر ما أجرموه وذاع، وملأ الأفواه والأسماع. كتب المترجم لصنوه خليفته بفاس مولاى إسماعيل بما لفظه بعد الحمدلة والصلاة والتحلية: