"مولاى إسماعيل، وبعد: فبعد ما أعلمناكم بأن مرورنا على طريق زيان، فنهضنا وسرنا في عز وظفر وسكينة، وكانت قبيلة آيت شخمان ممن ورد على حضرتنا الشريفة، وأعطوا يد الانقياد، وولينا عليهم عاملين وتلاقوا وأهدوا ووظفنا عليهم ما وظفنا على غيرهم من قبائل البربر، واقتضى نظرنا الشريف توجيه طائفة من الخيل والعسكر بقصد إزعاجهم لتنضيد ما وظفنا عليهم حذراً من التطويل، إذ كان مقصودنا إدراك عيد الأضحى بالمدينة، ثم إنهم أى آيت شمخان دخل فيهم شيطانهم المهاوشى ونفث في روعهم غدر من وجهناه إليهم فاحتالوا لذلك وفرقوا الخيل على الدواوين والمداشر، بقصد الإتيان بالموظف.
وكنا وجهنا مع الخيل المذكورة ابن عمنا مولاى سرور فبقى مع طائفة من الخيل، ثم لما ناموا غدروهم فضربوهم بالبارود. ونقضوا العهود. وخانوا الله ورسوله والمؤمنين، فكان من قضاء الله وقدره موت ابن عمنا المذكور، وحيث بلغنا ذلك وجهنا لهم العسكر والمدافع والقبائل وأمرناهم باستئصالهم، فلم يجدوا منهم أحداً. فحرقوا قصورهم ولم يتركوا لهم فيها سبدا ولا لبدا.
ثم كتبنا سائر عمال البربر جوارهم من ناحية الصحراء وأمرناهم بالإحداق بهم وسد الفرج التي منها يفرون، وأكدنا عليهم في ذلك، وعما قريب يقضي فيهم الغرض بحول الله ولا نبرح عنهم بعون الله إلَّا إذا أرهقهم الله بسطوته وتناولهم أيدى الجيوش والقبائل، وأبقيناهم عبرة للمعتبرين. وإن الله لا يهدى كيد الخائنين. والسلام في ٢٠ قعدة عام ١٣٠٥".
ثم بعد ذلك كتب المترجم لصنوه خليفته بفاس أيضاً بما لفظه بعد الحمدلة والصلاة والتحلية:
"مولاى إسماعيل ويعد فما كُنَّا أعلمناكم به من غدر آيت شخمان ومدهم يد الطغيان. بعدما أعطوا يد الانقياد. وكنا وعدناكم بأننا لا نبرح عنهم إلَّا إذا