والمسير. ويجعلها أوبة موصولة بالسلامة والغنيمة والتيسير. وأن يديم إجراءنا من جميل صنعه وخصوصياته على ما تعودناه. ويكنفنا بكنف عنايته ويوفقنا وإياكم لما يرضاه، آمين والسلام في ١٥ جمادى الأولى من عام ١٣١١".
ثم نهض يوم السبت الخامس عشر من جمادى الأولى ووجهته الحضرة المراكشية وسار على طريق الفايجة يظعن ويقيم إلى أن حل العاصمة الجنوبية مراكش الحمراء يوم الثلاثاء التاسع من جمادى الثانية.
فجميع أيام هذه الرحلة أعنى من تافيلالت إلى مراكش خمسة وعشرون يوما، كان السير في واحد وعشرين يوما منها قطع في سوائع سبع وثمان وعشرين دقيقة، وكانت مدة المقام أربعين يوما.
وكتب لباشا مكناس القائد حم بن الجيلانى بشرح الأوبة كتابا نصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع الكبير الذى بداخله "الحسن بن محمد بن عبد الرحمن الله وليه ١٢٩١":
"وصيفنا الأرْضَى القائد حمّ بن الجيلالى، وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: فقد قدمنا لكم الإعلام بما هيأه الله لنا في هذه الوجهة الميمونة من جزيل إمداداته، وسوابغ نعمه وآلائه، وباهر فتوحاته، وشنفنا مسامعكم بشرح ما أظهره الله فيها من الخوارق. ولاح من البوارق. إجراء على ما عودنا سبحانه من مواهبه وإقباله ورفده. وما النصر إلا من عنده.
وأعلمناكم بأننا نهضنا من إقليم سجلماسة بعد قضاء المناسك. وتحصيل الغرض مما هنالك. ثم بعد ذلك توجهنا محفوفين من الله بجنود الحفظ والسلامة وهواتف البشرى تهتف من كل ناحية بالميامن المستزادة. فمررنا بواسط بلاد اعراب