للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم كتب السفير المذكور إلى الحاجب السلطانى وقتئذ أبى عمران موسى بن أحمد، بشرح ما قوبل به في ثغر مرسيلية من الاعتبار والإجلال. فأجابه بما لفظه بعد الحمدلة والصلاة:

"محبنا وخديم سيدنا الأعز الأنبه اللبيب السيد الحاج محمد الزبيدى، أمنك الله وسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا المنصور بالله.

وبعد: فقد وصلنا كتابك، وعلمنا منه وصولك لمرسيلية، وما قوبلت به من الترحيب والتنويه والاعتناء في جميع الأحوال، حسبما شرحت، وأنك بصدد التوجه لباريس، وطالعنا سيدنا أعزه الله بمسطورك وصار على بال من جميع ما قررته.

ونسأل الله أن يصحبك السعادة والتيسير وشددك ويلهمك الصواب في جميع الأقوال والأفعال، ولا تغيب عنا خبرًا بكل ما تجدد لديك، ومهما انتقلت من محل إلى محل آخر، أخبرنا بذلك ولابد والله يكون لنا ولك خير معين، والكتاب الشريف الذى تتوجه به لسلطانة الإنجليز ها هو يصلك على يد نائب سيدنا الخير السيد محمد بركاش، وكذلك كتاب الطليان وعلى المحبة والسلام في ٢٧ جمادى الأولى عام ١٢٩٣".

ثم نهض السفير من مرسيليا وسار إلى باريز فاقتبله وزراء الدولة وكبراؤها بالمحطة هناك وأكرمت الحكومة وفادته ونزله.

وفى صبيحة غد يوم حلوله بباريز قابل وزير خارجيتها وصرح له أن المقصود من سفارته هو تجديد عقود المحبة وتأكيدها مع الدولة الفخيمة ومجاراتها على الاعتناء بالجناب العالى بالله بتوجيه سفيرها المسيو "طيسو" لتهنئة جلالته

<<  <  ج: ص:  >  >>