الكريمة بالجلوس على كرسى ملك سلفه الكريم، وتقرير ما عند مولانا نصره الله من الاعتناء بجانبهم، واعتبار حقوق المجاورة، ومسرته بما يتجدد من العلاقات التي تدل على دوام الألفة والمحبة، ثم طلب من الوزير تعيين وقت الملاقاة مع رئيس الجمهورية وهو يومئذ الماريشال مكماهون.
ولما قابل الرئيس في الوقت المعين له ألقى بين يديه الخطبة التي كان متابطا لها وإليك نصها:
أيها الرئيس المعظم.
بعد إهداء ما تستحقه مرتبتك الفخيمة من التحية والتسليم اللائق بمقامك الفخيم، إننا قدمنا على حضرتك من سيدنا ومولانا أمير المؤمنين سلطان المغرب وجهنا نصره الله بقصد تجديد أسباب المودة وتكيد المحبة التي كانت بين أسلافه الكرام وبين دولتكم الفخيمة التي لا تزال بحول الله في ازدياد وتأكيد، ونعلمك أنه أيده الله مسرور بهذه المحبة الجديدة التي تكدت بها المحبة القديمة، وأنه لا زال يحرص على ما يزيدها ويتحافظ على ما يديمها ويراعى حق الجوار، ونجازيكم على لسانه على ما صدر منكم من الاعتناء بجانبه العالى بالله بتوجيه سفيركم المسيو "طيسو" لتهتئته بالجلوس على سرير ملك أسلافه الكرام وسبقيتكم لذلك، لأنه أدل دليل على رسوخ. محبتكم وكامل اعتنائكم وها كتابه نصره الله لكم في ذلك.
وناوله الكتاب الشريف وإليك نصه:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، من عبد الله المتوكل على الله المفوض أمره إلى الله أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين بالمغرب الأقصى