للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن هشام، الله وليه أبد الله نصره. وزين بالمحاسن عصره. إلى المحب المعظم الأمير المحترم كبير جمهورية دولة الفرنصيص الفخيمة الرئيس المعتبر "مكماهون".

أما بعد: فموجبه تجديد أسباب المحبة التي لا تزال تزيد غلى مرور الأيام تأكيدا. وإحكام عقد المحبة الذى يبقى ثوبه مع الأبد جديدا. ويحلى بحسن التواصل مفرقا وجيدا. ولأجل ذلك أوفدنا إليكم حامله خديمنا الأرْضَى الحاج محمد الزبيدى سفيرًا إليكم ومبلغا ما تقتضيه أمارة المودة لديكم، وانتخبناه من أخص خدامنا وكبراء حاشيتنا لما حاز من التقدم والنصيحة في الخدمة مع مولانا الجد وسيدنا الوالد قدس الله ضريحهما العزيزين ليقرر لكم مشافهة ما عندنا من المحبة مع دولتكم التي اقتفينا فيها أثر كرام الأسلاف، وما نحرص عليه من المحافظة على العهود التي بها يدوم حسن المواصلة وجميل الائتلاف، ويجازيكم نيابة عن جانبنا العالى بالله بلسان الخير والثناء، على ما صدر منكم من البرور والمبالغة في الاعتناء، وأمارة الصدق في الوداد، التي زادتنا في جانبكم حسن الاعتقاد، بتوجيهكم سفيركم المعتبر المنسطر "طيسو" سابقا، وما شاهدناه من الرعاية في معاملتكم لاحقا، مما ملأ الصدور انشراحا، وأبدى في وجوه الأمالى نجاحا.

فالمحقق عندنا إن شاء الله أن تقابلوه ومن معه بما عودتم المرة بعد المرة، من الاعتناء والقبول والمبرة، وتصدقوه فيما يذكره لكم من المصالح التي تعود بالخير على الإيالتين، وتؤدى إلى تمام الراحة بين الدولتين، وتنظروا فيها بعين الإنصاف، وتجروها على أكمل الأوصاف، حتى يرجع مقضى الأوطار مثنيا على جنابكم بحميد الإيثار. فإن المحبة تقتضى تسهيل ما بين الدولتين وتيسيره. وتؤذن بكمال التوافق وحسن السيرة. ودمتم كما تحبون ممتعين بين الأجناس بموجبات التهنئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>