للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقابلين بما يصلح بكم في الإسرار والعلانية، وبه ختم في ٢٧ ذى القعدة الحرام عام ١٢٩٢".

ثم استرسل السفير المذكور في خطبته قائلا: ونحن نشكر بلسان دولتنا المعظمة الاعتناء الذى قابلنا به أهل الدولة في طريقنا وكبراء المركب الذى أقلنا لبلادكم الزاهرة، ونرجو أن نرجع من حضرتكم بما يزيد هاتين الدولتين رسوخا، ولعلاماتها وضوحا، ونؤمل من حضرة الرئيس أن يوصى من يعينه للمفاوضة معنا في الأمور التي اقتضت المحبة الكلام فيها بما يعود بالنفع على الجانبين العظيمين بأن يعطينا وجه الاعتناء في مباشرتها، ويسهل طريق البلوغ إلى رفع الضرر الحاصل فيها.

فأجاب الرئيس مكماهون على خطاب السفير بما نصه:

سعادة السفير الأفخم:

قد حصل لنا كمال السرور وغاية المحظوظية بمجيئكم سفيرا للسلطان الأعظم الأفخم سلطان ممالك المغرب الأقصى. فمنذ جلوس الحضرة العالية الشريفة في تخت أسلافه الكرام صدرت براهين عديدة من المودة والمؤالفة الكائنة بين الدولتين الفخيمتين، وقد انشرح صدرنا بتأمينات تشييد الروابط للمحبة.

فالمرجو من سعادة السفير أن يعتبر اقتبال بلدنا وفرحها به دليلا مبينا لمحبتنا في الحضرة الشريفة، واعتبارنا لذاته العالية كما أرجو أن يكون احترامنا لذاتكم السامية وأخلاقكم الحميدة يروق لديكم، وتجعلونه أقوى دليل لتسهيل مأموريتكم بما يعود بالمنفعة على الدولتين الفخيمتين وتبلغوا اعتناء بلادنا بكم للجلالة الشريفة لتتحقق بذلك.

ثم بعد ذلك دعوا للضيافة والإكرام بقصر رئيس الجمهورية وفق العادة المقررة في سائر الحفلات.

<<  <  ج: ص:  >  >>