ودرن بالتحريك جبل عظيم من جبال البربر بالمغرب فيه عدة قبائل وبلدان وقرى، وهو المعروف في كتب المسالك والجغرافيا بالأطلس، ويعرف في كل محل باسم فيعرف في بلاد المصامدة بالكلاوي وهو المطل على مراكش ويعرف بداخلية بلاد البربر بجبل العياشي.
قال ابن سعيد: وهو جبل شاهق مشهور لا يزال عليه الثلج أوله عند البحر المحيط الغربي في المغرب وآخره في جهة الشرق على ثلاثة مراحل من إسكندرية من الديار المصرية ويسمى طرفه الشرق المذكور رأس أوتان فكون امتداده نحو خمسين درجة.
قال ابن خلدون ويسكن هذا الجبل من البربر أمم لا يحصيهم إلا خالقهم ثم قال: إن جبل درن هذا من جهة غربيه مطل على بلاد المغرب الأقصى وهي في جوفه ففي الناحية الجنوبية منها بلاد مراكش وأغمات وتادلا، وعلى البحر المحيط منها بلاد آسفى ومدينة سلا، وفي الجوف عن بلاد مراكش بلاد فاس ومكناسة وتازا وقصر كتامة وهذه هي التي تسمى المغرب الأقصى في عرف أهلها، وعلى ساحل البحر المحيط بلدان أصيلا والعرائش، وقد سميت هذه البلاد شرقا بلاد المغرب الأوسط وقاعدتها تلمسان. وسيأتي عن ابن سعيد وغيره ما يخالف ما قاله ابن خلدون هنا في تفسير المغرب الأقصى، وفي القاموس وشرحه والبربر جيل من الناس لا تكاد قبائله تنحصر.
قال أبو عبد الله الحميري المتوفى سنة تسعمائة في الروض المعطار في أخبار الأقطار: إنهم والحبشة من ولد حام وقيل إنهم من بقية نسل يوشع بن نون من العماليق الحميرية وهم رهط السمياع وأنه سمع لفظهم فقال ما أكثر بربرتكم وقيل غير ذلك الجمع البرابرة زادوا الهاء فيه إما للعجمة وإما للنسب وهو الصحيح.