قال الجوهري: وإن شئت حذفتها، وهم أي أكثر قبائلهم بالمغرب في الجبال من سرس وغيرها متفرقة في أطرافها وهم زناتة وهوارة، وصنهاجة، ونفزة، وكتامة، ولواته، ومديونه، وشباته، وكانوا كلهم بفلسطين مع جالوت فلما قتل تفرقوا كذا في الدرر الكامنة للحافظ ابن حجر.
وقال البلاذري: حدثني بكر بن الهيثم، قال: سألت عبد الله بن صالح عن البربر فقال: هم يزعمون أنهم من ولد قيس بن عيلان وما جعل الله لقيس من ولد اسمه بر.
وقال أبو المنذر: هم من ولد فاران بن عمليق بن يلمع بن عابر بن شليخ بن لوذ بن سام بن نوح، والأكثر الأشهر أنهم من بقية قوم جالوت وكانت منازلهم فلسطين، فلما قتل جالوت تفرقوا إلى المغرب، أو هم بطنان من حمير صنهاجة وكتامة صاروا إلى البربر أيام فتح والدهم إفريقش الملك بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر، كانوا معه لما قدم المغرب وبني إفريقية، فلما رجع إلى بلاده تخلفوا عنه عمالا له على تلك البلاد فتقووا إلى الآن وتناسلوا، انتهى.
وما أنكره عبد الله بن صالح في نسب البربر هو الذي اقتصر عليه ابن أبي زرع في أنيسة في خصوص زناتة ومنهم بنو مرين، وبين في رفع نسبهم لقيس أن جالوت من حملة أجدادهم، وعلى مثل ذلك اقتصر أيضا ابن الخطيب في الحلل الموشية لكن قال ابن خلدون: إدخال جالوت في نسب البربر خطأ والحق أن جالوت من بني فلسطين أحد شعوب حام وهم إخوة القبط والبربر والحبشة والنوبة كما ذكرنا في نسب أبناء حام، وقد دثرت أمة فلسطين وكنعان وشعوبهما لهذا العهد ولم يبق إلا البربر، واختص اسم فلسطين بالوطن الذي كان لهم.
والتحقيق الذي لا ينبغي التعويل على غيره أن البربر من ولد كنعان انظر أوائل الجزء السابع من تاريخه فقط بسط فيه رد ما يخالف ذلك معتمدا على ما