للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما كان الوقت المعين وقع اقتبال الملك للسفارة وأظهر من البشر والاعتناء والاعتبار ما لا يزيد عليه، وقدم السفير الهدية الملكية التي أتى بها طبق ما قدم لسائر ملوك الدول التي كانت سفارته متعلقة بها، وقدم المسطور الشريف الذى أتى به للملك وفق ما وصفنا سابقا، وإليك نص ذلك الكتاب:

"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، من عبد الله المتوكل على الله المفوض أمره إلى الله أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين أدام الله سعوده، ونصر أعلامه وبنوده، إلى المحب المعظم. المبجل المحترم. المميز في ميدان الرياسة بمزيد التقدم. سلطان إيطاليا الفخيمة وعظيمها فكطور ايمنوءيل الثانى.

أما بعد: فالموجب لتقديم هذا الكتاب العزيز تجديد عهود المودة التي تتأكد بمرور الأزمان. وترسخ شوامخ أصولها في الأسرار والإعلان. فلا يزيدها طول المدى إلا تكيدا، وبحسن التواصل تلبس كل حين ثوبا جديدا. ولأجل ذلك اقتضى نظرنا السديد أن أوفدنا إليكم حامله خديمنا الأرضى الأنصح الحاج محمد الزبيدى سفيراً منا إليكم، ومشهرا لما هو كالشمس من ثابت المحبة لديكم، وقد اخترناه من أخص خدام داخلية عتبتنا العزيزة، وكبراء حاشيتنا حيث اقتضت خدمته ونصيحته تمييزه لما عرف به من السبقية في الخدمة أيام سيدنا الجد ومولانا الوالد قدس الله روحيهما الطاهرين.

وقصدنا أن يذكر لكم مشافهة ما تجدد عندنا لكم من المحبة التي ورثناها من كرماء الأسلاف. وزدناها تأكيدا وتأصيلا يثمران بحول الله حسن الائتلاف، ويقرر لكم ما نحرص عليه من المحافظة على العهود وحسن المعاملة التي تدوم بها كروم

<<  <  ج: ص:  >  >>