عليه في ظهير سلطانى عبد الرحمانى، وإليك نصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع الشريف في وسطه "عبد الرحمن بن هشام الله له" وبدائرته ومن تكن برسول الله نصرته ... إلخ، من يعتصم ... إلخ.
"خدامنا أهل الرباط وفقكم الله، وسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد أخبرنا كاتبنا الطالب العربى بن المختار باختياركم للولاية عليكم خديمنا الحاج محمد الزبيدى وموافقتكم على تقديمه خاصة وعامة، فقد كملنا لكم فيه ووليناه عليكم وأسندنا إليه أموركم وبسطنا له يد التصرف عليكم، فاسمعوا له وأطيعوا في جميع ما يأمركم به من أمور خدمتنا الشريفة، أسعدكم الله به وأسعده بكم وجعله غرسا طيبا آمين.
فإنكم خدامنا ورعيتنا وزاوية جدنا سيدى الكبير قدسه الله، ونحن نراعى لكم جواره وحقه، ونعلم ضعفكم وعجزكم ونحب من يرفق بكم ويسير فيكم السيرة الحسنة، وقد عفونا عن هفوتكم، وصفحنا عن زلتكم، وقبلنا توبتكم وإنابتكم، فطيبوا نفسًا وقروا عينا، فلا تروا منا إلا ما يسركم إن شاء الله تعالى، فإنا نعامل بالعفو الطغاة أهل الجرائم العظام، ونقابل بالصفح أهل الكبائر والأثام، فكيف بمن هو أعجز الناس عن الدفع عن نفسه وأولاهم بالرفق والإغضاء والشفقة اقتداء بجدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفى الحديث: "كان خلقه القرآن" وقد قال تعالى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (٤٣)} [الشورى: ٤٣]. {... وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ... (٢٣٧)} [سورة البقرة ٢٣٧]، {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ... (٩٦)} [المؤمنون: ٩٦]. وأنه لما نزل عليه قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (١٩٩)} [الأعراف: ١٩٩] قال: ما هذا يا جبريل؟ قال: إن الله يأمرك أن تصل من قطعك. وتعطى من حرمك، وتعفو عمن ظلمك.