وذكرت أنه يطلب قائدا على تلك النواحى مع ما يكفيه من الجيش، وأنك خشيت أن يصدر من أهل الريف مع جوارهم ما يكدر الخواطر حيث العامل المذكور هو الساعى في الإفساد، وطلب الدواء النافع لذلك وصار ذلك بالبال.
فأما إضرار أهل الريف بأهل المحال المذكورة لم نرضه، وقد تكدر الخاطر عليهم من أجله فإنا لا نوافق على ما فيه خرق وضرر لمطلق الناس، وأحرى لهذه الدولة المحبة غير أنه لما وجد الحال أهل تلكم النواحى رفعوا لنا شكايتهم بجوارهم أهل الحصون المذكورة قبل أن توجه شكايتهم المتضمنة لسرقة حمار وربطة من الجلد ليهودى من مليلية وضرب العسة بالبارود التي جعلها حاكم مليلية على المسلمين الذين يختفون ليسرقوا اليهود الحاملين للبضائع من مليلية.
بحثنا من وجدهم الحال بحضرتنا الشريفة من هداية الريف عن ذلك، فأجابوا بأن حاكم مليلية جاد في التحزب برعاع مزوجة وبنى شيكر الذين لا يسعون في خير بين المسلمين والنصارى، وأراد أن يدفع لهم بلاد الحدود يحرثونها بالمنفعة وإسكانهم بالدور التي أدخلت في الحدود الصبنيولية، وأن أرباب تلك الدور لما سمعوا بذلك أصابتهم الغيرة وإن رأوهم يتصرفون فيها لا محالة تقع الفتنة بينهم وبينهم، وهذا زائد على ما تشكو به قبل من كونه يبنى الحصون والأبراج بالحدادة ويستميل فساد القبيلة إليه حسبما قدمناه لك، وأن بقيوة وبنى يطفت مشتغلون بإخراج البقر للنصارى من النكور وبادس.
وحيث منعهم العامل المذكور من ذلك ولم يساعدهم عليه رماه حاكم مليلية بما ذكر، والدليل على براءته منه طلبه من الأمين الطالب محمد بن أحمد العسرى أن يتكلم مع حاكم مليلية بكف حاكم جزيرة النكر عن المخالفة مع رعاع الناس وأجلافهم، لا سيما الرجل منهم المسمى بعبد الله المشتغل بالخوض وإيقاد نار الفتن