ذلك بما لا تحبونه له ولا ترضونه فغضضنا الطرف عنه تحملا مراعاة لكم، وقابلناه بجميل المبرة اعتناء واعتبارا لجانبكم، ولا شك أنه يتحقق لكم ذلك من غيرنا كما يتحقق لكم أمره كذلك ونطلب الله أن يوفقنا لما فيه رضاه ودمتم في هناء وعافية على أكمل الأوصاف. لاحظين لأهل المحبة والمودة بعين الإنصاف. وختم في ٢٠ من ذى الحجة عام ١٣٠٩".
وأوفدت عليه أيضا هذه المملكة العظيمة خليفة حاكم جبل طارق مصحوبا بالفيل هدية إليه وجئ به بحرا لطنجة يقوده رجال من أهل الهند، ومنها أتوا به برا للحضرة الشريفة فلحقوا بها مخيمة بجيوشها بين أعراب السهول وحصين وبين برابر زمور في أثناء الوجهة المولوية من مراكش لفاس فأمر السلطان بنزولهم ونفذ لهم المؤنة ومن الغد أمرهم بإحضاره فاصطفت لذلك الجنود وحضر سائر العمال والأعيان والرؤساء والقواد، وقدم للسلطان وعلى قفاه هندى يروضه ويلقنه، فصار يشير للسلطان ويتقدم ويتأخر ويبرك ويقعد، وصدر الأمر الشريف بإحضار الطعام له والشراب بعد نزع زيه وسريره فاختلف وارتشف، ثم طفق يغتسل بخرطومه ثم انتهت الحفلة بإطلاق المدافع، وإليك نص الظهير الصادر من الجلالة السلطانية جوابا عن وصول ذلك وحلوله محل القبول بعد البسملة والافتتاح:
"إلى المحبة العظيمة. المحترمة الفخيمة. العزيزة العيطموس المعظمة في النفوس. الوارثة الرياسة عن الأب والجد. السائر بها المثل في الغور والنجد. سلطانة دولة كرنت ابريطن وانبرير الهند السلطانة بكطورية. المنعوتة بالذكاء والألمعية.
أما بعد حمد الله العظيم الذى لا إله إلا هو العلى الكريم. فموجب تحرير هذه السطور. لجانبكم المشكور. هو تجديد عهود المحبة. والمودة والصحبة التي