توارثها الأخلاف عن الأسلاف. ولا تزال بحول الله ثابتة راسخة جارية على منهج الاتصال والائتلاف. والإعلام بوصول خليفة حاكم جبل طارق وصول خير وهناء. فأحللناه محل الترحيب والاعتناء. واستروحنا من وروده مصحوبا بالفيل الوسيم. تحفة من جانبكم الفخيم. مسرة واحتفالا. وعددناه على رسوخ المحبة حجة واستدلالا. وأكد الخليفة المذكور ما في الاعتقاد من محبتكم فأبدى، وبين جميل مراعاتكم فأحسن وأدى، وشيد من عهود الخير والاتصال ما ثبت أساسه، ونمت في روضة المصادقة غراسه، وزاد بورود الفيل المذكور تصحيحات وتثبيتات لمن كان يجهل ذلك، وتشييدا لتلك المحبة وتأكيدا لرعايتها وتبيينا لفخامة دولتكم وضخامتها، إن الهدايا على قدر مهديها.
وحصل به لحضرتنا الشريفة من السرور والنشاط ما يحق به الاغتباط، وصادف وروده جل عمال القبائل مجتمعين، بالمحل الذى كنا به بمحلتنا السعيدة مخيمين. في اليوم من محرم التاسع والعشرين، فحضروا ساعة دفع الخليفة المذكور له هيئته الجليلة وحليته الجميلة، كما حضر لذلك الرؤساء والأعيان، وكبراء الديوان. وكان ذلك مشهدا عظيما في الانتظام والانعقاد، ومحفلا مثل محافل الأعياد، وأظهرت الرعية من مخايل النشاط. ما وفى بحق السرور والانبساط. لكونه تحفة غريبة. وخلقة عجيبة. لم تعهد عند أهل هذا القطر، في هذا العصر، حتى إن فقهاء حضرتنا الشريفة وأدباءها جعلوا في محاسن الفيل. ومشهده الجليل. قصائد فائقة. وأشعارا رائقة. وتآليف متناسقة.
وها البعض من ذلك يصل جنابكم الفخيم. والباقى حيث يكمل يوجه لكم لتعرفوا منها ما حصل من مظاهر الفرح العميم، وذلك كله اعتناء بهذه المزية التي أتحفتهم بها حضرتنا العالية واهتمام بشأنها. وتنويه بأمرها. لكونها برهانا على ثبوت المحبة ودوامها والمودة المعظم بين الجانبين عالى مقامها لا زالت كذلك