في ١٥ ربيع الآخر سنة ١٣٠٤ وزير الخارجية للدولة العلية العثمانية
(ختم) محمد سعيد"
وكان جواب الخارجية الحسنية عن أمرها أنها رأت من ملاحظة حق الأخوة في الدين أن لا تفتقر لأحداث وسيلة في جانب الوداد، ورأت من اعتبار مراحم الإسلام في الوصلة إجراءها مجرى الاتحاد يقينا بأن نعمة هذه الأخوة لا يقبل حكمها التشكيك، ولا يطرق مركبه تفكيك، فلا داعى لتنزيل جانبها منزلة ملل الاختلاف، حتى تحتاج لنصب وسائط تمهيد الائتلاف، ولتفهيم القواعد والقوانين والأعراف، لأن من المقرر المعلوم أن المقتضى لذلك هو ضرورة المعاملات، المتوقفة على المفاوضة بين الأجناس المحتاجة لبيان الاصطلاحات واللغات، وذلك منتف في أهل الملة الإسلامية، والأخوة الإيمانية، لاتحاد جميعهم في أصول الأحكام والأعراف الشرعية واتفاقهم في سلوك المساعى الصالحة على متابعة السيرة السنية.
وبأن أسلافه وأسلافكم رحم الله الجميع وقدس أرواحهم كان بينهم ما هو مشهور عند الخاص والعام، من المحبة والمودة والاتصال التام حسبما تضمنته مكاتيبهم المظنونة الوجود في ذخائر الدولة العثمانية السنية، وأنه أيده الله مع الدولة المعظمة على آثار أسلافه الأكرمين.
وكان شيخ الإسلام بالدولة العثمانية قد خاطب قبل هذا أبا عمران موسى ابن أحمد بإذن السلطان عبد الحميد راغبا فيما يؤدى للتواصل والاتحاد ومجددا عهود الآباء والأجداد ونص كتابه:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وأصلى وأسلم على نبيه الهادى إلى سواء السبيل المستقيم، أما والذى أولاك الرأى المستقيم، والفكر المصيب القويم، وولاك الوزارة التي إذا حملق النجيد، وصلصل الحديد، وبلغت الأنفس الوريد، اعتصم بحقوها في الممالك المغربية من الأبطال الصارخة، اعتصام الوعول بذرى القلل