الشامخة، وذدت عنهم كماة الرجال ذود العوزم عن الأشوال، وصرت بها عصمة الهوالك، إذا شبهت الأعجاز بالحوارك، وأفريت أديم كل كمى احتقارا له بالأزميل، وخبطت إليهم خبط السرحان نقد الغنم الذليل، وحفظت كلام العجاج، وأطفأت نار الهياج، إذا غصت الأفواه، وذبلت الشفاه.
فما استللت سيفك مذ حزتها إلا أغمدته في جثمان بطل، أو شوامت جمل، فكنت للشانئين الزعاف الممقر والليث ... رر قد انقطع لسان قلمى عن تحرير مزاياك، وقصر فكرى عن النظر إلى صور فضائلك المصورة من مراياك، فلويت زمام يراعى إلى المطلوب عجزا عن ذلك الوصف المرغوب.
أما بعد إهداء السلام المقرون بالتكريم والتبجيل، والتحية المحفوفة بالتجليل: فالذى أعلم به الوزير الأعظم، والمشير الأفخم، صاحب السيف والقلم المشهور بالرأى الأتم، الذى طرر بساط السلطنة المغربية بطراز تدابيره المصيبة، وأظهر عدل مولاه بحسن سيرته الخالصة عن كل معيبة، أعنى به حضرة السيد موسى نجل المرحوم السيد أحمد وفقه الله تعالى إلى ما يكون موجبا في الدارين لأن يحمد، هو أنه من المفهوم بديهة لدى كل ذى رأى صحيح ومن المعلوم ضرورة بحيث لا يحتاج إلى نظر لى التوضيح، أن مدار قوة الأمة المحمدية وصولتها على سائر الملل الردية، إنما هو اتحاد جميع أفرادها الموجودة في كرة الأرض وتشابك الأيدى منها بالقبض ولاسيما عند تعاضد المشركين، وقوة أعداء الدين، كما نشاهد وتسمعونه ممن لهم في هذا الزمان من الصولة الباهرة، والجولة والشدة القاهرة، المؤدية بحسب المآل إلى الفتك بجميع ما للأمة المحمدية من الأفراد، وإن كانوا في أقصى البلاد.
فبناء على هذا قد تجاسرت على الاستئذان من المولى العارف بالله، والمتوجه بكله إلى طاعة مولاه، السلطان الأعظم والخاقان الأجل المحترم، وارث الخلافة الكبرى، عن آبائه الخلفاء بالاستحقاق أمير المؤمنين بالاتفاق، مولانا وإمامنا إمام