وبعد: فقد بلغ لعلمنا الشريف أن رجلا مديونيا صهرا لعامل مديونة تجرأ فبدا له فابتنى قصرا وبداخله دارا بالساحل بأولاد جرار قرب مرسى هنالك بينها وبينه نحو ربع ساعة، وبينهما وبين مرسى الدار البيضاء ثلاث ساعات، وحيث كان البناء في ذلك المحل لم يعهد من أحد ويحصل منه الإضرار بالمرسى من وجوه لا تخفاك مع كون الساحل محرما لا يشغل ببناء، ولا بنزول ولا بنحو ذلك حسبما هو معروف عند كل أحد، فأصدرنا أمرنا الشريف بهدم ذلك البناء وإعفاء أثره، ثم ذكر لنا أن ذلك الصهر له مخالطة مع قنصل إسبانيا بالدار البيضاء، فكتبنا لخليفة العامل هنالك وأسندنا له أمور الهدم وفق ما صدر للمديونى ليكون على بصيرة فيما يعرض من الكلام مع ذلك القنصو، وأعلمناك لتكون على بال، وتتكلم مع الباشادور هنالك في القضية والسلام في ٢٩ محرم الحرام عام ١٢٩٩".
ونص الخامس في شأن ورود أمير روسى للمغرب وما قوبل به من الإجلال والتكريم.
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، والسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: وصل كتابك بأن خديمنا عامل طنجة كتب لك بما في كتابه الذى وجهت من أن باشدور إسبانيا استكتبه لحضرتنا الشريفة بأن ولد سلطان الموسك، ورد على يده قاصدا التوجه لحضرتنا العالية بالله، وذكرت أن لا خبر عندك به من وجهة أخرى، وأنه ورد عليك هو وزوجته واستفهمته عن المقصود من وروده، فذكر أنه ورد بقصد الجولان، وتلمحت منه أنه يريد زيارة جنابنا الشريف وأشرت بمقابلته بما يقابل به أبناء الملوك أمثاله، فقد ورد وتلقى له كبراء الجيش والعسكر وعامل البلد عند دخوله، وقوبل بما ينبغى أن يقابل به، وأكرم هو وزوجته.