للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما جعل القونص بالمحل المشار إليه، فما أجبته به من كون مطلب جعله لا خصوصية له فيه، وليس له فيه سوى فتح الباب لطلب غيرهم مثله، مع أن المحبة الكائنة بين الجانبين لا تقتضى ذلك، هو غاية ما يجاب به على أنه لا ضرر علينا فيه نعم أسلافنا قدسهم الله كانوا يتوقون منه لئلا يقع له ما وقع لهذا النصرانى، وإلا فجعله بذلك المحل يكون وسيلة لجعلنا نظيره عندهم يقف على حقوقنا، حتى لا يقع ضياع فيها كهذه القضية التي كان لنا الحق فيها حسبما تقدم لك شرحه، وانقلب بالترهات والتلونات، وصار علينا.

وأما سانط كروز فقد كتبنا لك في شأنها صحبة المهندس الموجه لك بما في النسخة الواصلة إليك طيه،. فالعمل عليه، وأما العدد المذكور من الريال الذى أشار الباشادور بإعطائه لهم في فصل هذه القضية فكثير جدًا لوقوع الفصل برفعه على يدك في قضيتى النصرانيين المقتولين على وجه الحرابة حياة سيدنا رحمه الله وفى مدتنا، على أن هذا لم يمت كذلك، ولما لا يخفاك ما صاروا عليه اليوم من المساواة والعناد في كل شئ فيصير العرف عندهم في الدية عشرين ألفا بعد ما كانت بخمسة آلاف، وفى هذا ما جاوز الحد في الضرر على أن أولئك ماتوا على وجه الحرابة بالحديد بخلاف هذا.

فتنبه، فالنظر في العواقب من الواجب المتعين وحتى إن كان لابد من الزيادة فتكون على وجه السر مناسبة للعدد الواقع به الفصال سابقا في قضيتى النصرانيين المشار إليهما، والمبيضة المذكورة التي وجهت هلا علق الفصال المذكور فيها على تصديق قولهم أو على ورود من توجه من حضرتنا الشريفة لتحقيق القضية أو على توجيه أحد من قبلك على يد الباشادور، يحقق ذلك، وعلى كل حال فالفصال الذى ظهر لنا هو ما بيناه لك والحاضر بصيرة، والله يعينك والسلام في ٩ من ذى العقدة الحرام عام ١٢٩٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>