الفرنصيص أبذلا المجهود معه فلم يساعدهما، استرعيت على جميع من في المجلس بأنهم إذا لم يحددوا الحماية وتركوها على حالها فلا طاقة لك على الوفاء بما هو في الشروط من الأمان والحفظ للأجناس ولأمتعتهم، لأن الحكام لم تبق لهم حرية في تبليغ الحقوق، فقال رئيس المجلس للحاضرين به: هذا ما أردتم أن تسمعوا، والحق معه في ذلك، فسكت الفرنصيص ولم يجب بشئ، وظهر منه استحسانه ذلك ثم انفصل المجلس وكتب وزير إسبانيا لباشدورهم الذى بإيطاليا وكذلك بعض النواب ليعينوا على المساعدة، ولما أعددتم المجلس وسألتم باشدور الطليان عن جواب دولته فأجاب بأنه لا زال لم يرد عليه، واعتذر بأن الكلام في السلك يقع فيه الغلط، وأنه لا زال على كلامه الأول، فحينئذ جعلت الاسترعاء المذكور كتابة لتتكلم به على وجه مخزنى لكون كلامك به أولا كان على غير الوجه المخزنى، واتفق أهل المجلس في تأخير الجمع حتى يأتى الجواب للطليان من دولته، وهذا كله سببه باشدور الطليان الذى بطنجة وصار ذلك بالبال.
فأما التأويل المذكور المجعول فيما يأتى من النظر لزسيون في المستقبل فلا بأس به، وأما عدم الرجوع فيما فات منه وبقاء المحميين الخارجة حمايتهم عن القوانين والشروط وكذلك وفق السماسرة ففيهم ضرر كبير بين، فإن كان المحيد عنه فهو الأولى، وإن لم يكن فالخير في الواقع والله المستعان، إنما أشكوا بثى وحزنى إلى الله.
وأما ما صدر من باشدور الطليان فقد كان في غنى وسعة عن تصديه لهذه الإذاية، الله حسيبه ووكيل عليه، ويده سبحانه فوق يده لأنه لا داعية له لذلك لولا الشهوة والغرض، ولقد كان أعظم في العين أن يتكلم فيما لا يعنيه ولا نفع عائد عليهم منه، ويسعى في فتح الأبواب وخرق القوانين والإضرار، والله يعينك ويصلحك ويأخذ بيدك والسلام في متم رجب الفرد الحرام عام ١٢٩٧".