فأما ما ذكرته من أنك بصدد توجيه الدراهم المذكورة لأمينى السكة وما نبهت عليه في شأن خروج السبيكة من طنجة قبل ورود بدلها فصار كله بالبال.
وأما ما أنت بصدده من الإذن لأمينى السكة في توجيه السبيكة لأمناء بيت المال بفاس، وما طلبته من إصدار أمرنا الشريف لهما بحيازة البدل الجديد بعد عده ووزنه وتقليبه، فقد أجبناك عن ذلك في غير هذا.
وأما ما أشرت إليه من تأخير استعمال السياسة معهم في حيازة السبيكة المذكورة علمناه ومن توجيه البدل عينا عن جميع ما ورد من السكة الجديدة فقد وجهنا لك ثلاثمائة ألف ريال من قبل بدل الدفع الثالث والرابع من السكة الجديدة، ومائتين ألف ريال من قبل بدل العدد من السبيكة المذكورة الموجه لك بقصد بدل الدفع الأول والثانى من السكة الجديدة، والمائة ألف ريال الباقية لكمال بدل السبيكة المذكورة في الأثر تصلك، وقد قدمنا لك الكتابة بهذا.
وأما ما نبهت عليه في شأن الأمثلة المذكورة، فقد أحسنت في التنبيه عليه أصلحك الله، وتلك الأمثلة كنا اتكلنا في تحقيق وزنها بميزان الدرهم الشرعى على من لهم معرفة بذلك من جهة الشرع ومن جهة الوزن، فإذا به لما نبهت عليها أمرنا الأمناء والقضاة والفقهاء بإعادة وزن نظير الأمثلة المشار إليها الذى كان بقى بحضرتنا الشريفة، فألفوا ناقصا من مثال الريال نصف درهم شرعى، ومن مثال نصف الريال ربع درهم شرعى وربع ربعه، ومن مثال ربع الريال ثمن درهم شرعى، ومثالا الدرهم الشرعى ونصفه ألفوهما موافقين لوزن الدرهم الشرعى ونصفه، وقد أجبناك عن ذلك في غير هذا صحبة خديمنا الأمين الطالب بناصر غنام والسلام في ٢٥ من صفر عام ١٢٩٩".