وبعد: وصل كتابك بأنك أجبت جانبنا العالى بالله عما أمرناك به من توجيه ما كان ورد لطنجة من السكة الجديدة الأولى صحبة المخازنية الموجهين لك للإتيان بها بما في النسخة التي وجهت بحرا لنكون على بصيرة فيما ذكرته فيها ريثما يصل المخازنية لحضرتنا الشريفة بأصلها برا، فقد وصلت، وعلمنا ما ذكرته فيها من أن كتابنا الشريف كان وصلك مؤرخا بالعشرين من صفر الماضى بأن تأذن لأمينى السكة في حيازة ما ألفاه الحال وصل لطنجة من السكة الجديدة على نحو الشروط المعقودة مع أصحاب الكنطردة، فأذنت لهما في حيازة ذلك فحازاه ودفعا بدله غير أنه حيث كان بصدد الرجوع لباريز بأمرنا الشريف الصادر لك بدفعه لنائب أصحاب الكنطردة في المشاهرة على حكم الشرط المقرر في ظهيرنا الشريف المعقودة الكنطردة على مقتضاه، وإن لم يقبله تتفاصل معه على ضربه بأجرة مناسبة مع عجز أمينى السكة عن التذويق لعدم معرفتهم به لم تقع مبالغة في التذويق لكونها بصدد الرجوع، واكتفاء بما ذوقه خديمنا الأمين غنام بطنجة منها، ومن الفرنك الفرنصيصى فوجد عيارها أفضل من عيار الفرنك بشئ تافه وأنك وجهت لحضرتنا الشريفة الدراهم التي كانت وردت في سكة أنصاف الريال وقدرها ٢٨,٠٠٠٠ مائتان ألف ريال وثمانون ألف ريال في صناديق ٢٨٠ ميزان ما بداخل كل صندوق منها بميزان الفرنصيص سبعة وعشرون كيلو وستة وثمانون اكرام يجب في ميزان الجميع سبعة آلاف كيلو وخمسمائة وأربعة وثمانون اكرام وهو ميزان الريال ١,٣٠٣٣٦٣ الذى دفع أمينا السكة في بدل ذلك حسبما هو مبين في كتابهم لك الذى وجهت.
وطلبت تقليب ذلك هنا وتذويقه، وإن وجد غير موافق للفرنك الفرانصيصى نعلمك لتتكلم معهم في رجوع ذلك وتبديله، ولا يكون في حساب المشاهرات أو ضربه بالأجرة، ويكون من حساب الكنطردة، وأن الحال اقتضى أن لا تحرك ساكنا