ونص ما كتبه الحاجب السلطانى للزبيدى المذكور في مفاوضته مع نائب سفير فرنسا في شأن السكة:
"محبنا وأمين سيدنا الأعز الأرضى السيد الحاج محمد الزبيدى، سلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله:
وبعد: فقد وصلنا كتابك معلما بأنك تلاقيت مع خليفة باشدور الفرنصيص شارل اكار في شأن السكة عملا بما قدمناه لك من الإذن الشريف في ذلك، وتفاوضت معه في ضربها على ثلاثة أصناف بين ذهب وفضة ونحاس.
وبعد أن تأملت في أمرها وخضت معه بالقاعدة فيها والوجوه التي لابد من الكلام فيها، ظهر لك أن ضربها متعين من وجوه بينتها، وأن الربح في ضربها الآن ظاهر لبيت المال في الحال والاستقبال.
وقيدت ما دار بينكما فيها في ورقة خاصة وجهتها ووجهت التقييدين المتضمنين للوجهين في عقد الكنطردة فيها أحدهما بما يجب لجانب سيدنا أيده الله وعليه فيها والثانى كرجة لا يعرف سيدنا أعزه الله إلا السكة، وما يجب لسيادته من الربح من غير شئ يلزمه ووقع اختيارك على الوجه الثانى لما فيه من السلامة والدفع يدا بيد، بحيث لا نقدم لهم من عندنا مالا ولا يلزمنا في توجيهه ولا على ما يأتى من عندهم مضروبا صوائر، وتقديم الربح أولا.
وذكرت أن ذلك تيسير من الله بسعادة سيدنا نصره الله نعم ذكرت أن الدرهم المضروب عند سيدنا أيده الله لم يقبله لأجل تلك الزيادة الزائدة فيه على عيار افرانصة وغيرها من الأجناس، فقد أطلعنا بذلك كله علم مولانا نصره الله فتأمله واختبره ورأى أيده الله عدة ما تضمنه من الملايين، فقال أعزه الله: وجود الشرط وهو عدة الملايين مفقود فإذا انعدم الشرط انعدم المشروط والمقصود هو