"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: وصلنا كتابك وبطيه جواب الإنجليزى الحراب العسكر بحضرتنا العالية بالله عن الشروط التي كتبت له بها، وذكرت أنه قبلها كلها إلا العقدة عن سنة واحدة لم يقبلها، وذكر أنه إذا استغنى عنه عند تمام السنة يعطاه ألف ريال لضرورياته ويتوجه، وقد وصل خط يده الملتزم فيه أنه إذا طلب التوجه هو بطيب نفسه بعد السنة فلا يطلب شيئا من ذلك، وقد قبلنا ما شرطه من ذلك على الوجه الذى بينه والسلام في ٢٦ رجب الفرد عام ١٢٩٤".
وما أصدره له في أمر الحرابة الفرنسيس:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: وصل جوابك عما كتبناه لك من حلول إبان ما كنت تذاكرت فيه مع جانبنا الشريف في شأن الحرابة إن صح ما بلغنا من تبديل الفرنصيص إلخ، وذكرت أن الأمر أشكل عليك ولم تدر هل المراد بذلك حتى الحراب الفرانصيصى الذى بحضرتنا الشريفة أو الحرابة الفرانصيصون الذين بالرباط، وطلبت بيان ذلك لتكون على بصيرة فيما تتكلم به، فالناقل لنا ذلك على لسان كبيرهم الذى هنا ذكر أنه هو المقصود لا غيره والسلام في ٨ ربيع الأول عام ١٣٠٠".
ولما أشرف نجم حياته على الأفول استغنى عن أولئك الحرابة لكون العسكر الذين وردوا بقصد تعليمه حصل له التعلم، وكتب لسفراء دولهم بذلك ليبلغوه حكوماتهم، فتأذن لحرابتها في السفر لبلادهم في الوقت الذى تعينه لهم الحضرة الشريفة، وكان ذلك على اللسان الوزيرى قبيل وفاته بنحو الشهرين.