وقد مر بك في العلائق السياسية مع إسبانيا أن من جملة المطالب التي ذهبت لأجلها سفارة القائد عبد الحميد الرحمانى طلب الإذن للحرابة الإسبان في الانسحاب مما هم فيه للاستغناء عنهم لتعلم المعسكر ما فيه الكفاية، وجواب إسبانيا عن ذلك بأنها تساعد عليه بمجرد سفر غيرهم من الحرابة من أجناس أخرى.
ومن أهم استعداداته وأعظهما إنشاؤه دارا لصناعة السلاح بفاس داخل باب الساكمة، وصرفه همته إليها حتى أسسها على أبدع طرز، وأرقى نظام، وأنفق عليها أموالا طائلة، وجلب إليها العملة والصناع من الديار الأوربية، وكان ابتداء العمل في بنائها سنة ١٣٠٥ وانتهاؤه سنة ١٣٠٨ وكتب بأعلى بابها:
دار السلاح
منشئها الأمير مولاى الحسن
وكان الذى تولى تخطيطه هو المهندس الإيطالى (نوطيرا) الذى وجهته حكومة الطليان مع غيره إجابة لطلب الدولة الشريفة، وقد وقفت على نص كتاب وزير الخارجية الذى أجلب به سفير إيطاليا عن توجيه حكومته البعثة المذكورة، وفيه بيان مكانة أفرادها في بلادهم وأنهم أخرجوا من معامل الأسلحة هناك، وذكر ما رتب لهم على مراتبهم ومن عين لمرافقتهم، ثم طوافهم على بعض المعامل كمكينة العدة التي بفاس ومعمل السكر والقرطوس اللذين بمراكش وغير ذلك ولفظه:
"المحب العاقل الناصح الساعى في الخير بين الدولتين المحبتين مينسطر دولة الطليان الفخيمة الكبير المعتبر روميو كنطاكلى، بعد مزيد السؤال عن أحوالك ومحبة أن تكون بخير دائما، وصلنا كتابك بأنك وجهت لحضرة سيدنا العالى بالله