الفسيالات الثلاثاء الموجهين من قبل دولتك الفخيمة بقصد الفبركات المعلومة صحبة الكبير جنتينى، وأن هؤلاء الفسيالات انتخبوا من مهرة فسيالاتكم وأعقلهم وأخرجوا من فبركات الأسلحة ببلادكم، وبينت اسم كل واحد منهم ومرتبته وأشرت بالاستيصاء خيرًا بهم، والثقة بهم في جميع الأمور، وتنفيذ المسائل لهم التي يتوقفون عليها لخدمتهم المكلف ببيانها، والوقوف على تمكينهم منها الكبير جنتينى، وذكرت أن جميع ما يوافق عليه من أمور خدمتهم توافق عليه وتقبله لكونه ثقة عندكم، ومن أهل المحبة في الجناب الشريف.
فقد أطلعت بكتابك شريف علم مولانا نصره الله وعلم مضمنه ووصل الفسيالات المذكورون صحبة الكبلير جنتينى ورحب بهم وبه مولانا أيده الله، وأنزلوا وأنفذ لهم مولانا دام عزه مراتبهم الشهرى وقدره أربعمائة ريال للكونيل، وثلاثمائة ريال للماجور، ومائتان وأربعون ريالا للمهندس، وحازوا ما وجب لهم في مرتب شهر شعبان الفارط، كما نفذ لهم أعزه الله المحل بنزولهم بالمحل الذى يتوجهون له، والخيل لركوبهم والبهائم لحمل حوائجهم والخزائن لسفرهم وأربعة من العساكرية للأخذ بأيديهم، وأحد الطلبة الذين كانوا يتعلمون بإيطاليا للترجمة، والعلف لخيلهم.
وكلفنى أعزه الله بمباشرة أمرهم، وهم إلى نظره الشريف وفق ما أشار به الكبير جنتينى وهم بصدد السفر لفاس لرؤية مكينة العدة التي بها وسرد آلاتها واختيارها والتطوف بوادى فاس ورؤية المحل منه الذى يصلح لفبركة الأسلحة وبعد ذلك يتوجهون لمراكش لنظر المحل بنواحيها الذى يصلح لمكينة الأسلحة، ورؤية فبركة السكر والقرطوس واختبارهما، وكما أن جنتينى ثقة عندكم فكذلك عند الجناب الشريف ومعدود عند سيادته من الأحباء النصحاء الساعين في الخير، وقد أمرنى مولانا نصره الله بإجابتك بما ذكر ومجازاتك بخير على وقوفك واعتنائك