وأمرنى أيده الله أن تجيبك بأن تجازيها خيرا على لسانه الشريف على اعتنائها بأموره الدال على محبتها وصداقتها وبأن تجيبها عن الفسيالات بأن المصلحة اقتضت تأخير توجيههم في هذا الوقت إلى أن ينصرف من هنا الفسيال المحترف بمثل حرفتهم، لأنهم إذا وردوا قبل انصرافه يجعل ورودهم سببا للإقامة هنا وعدم الانصراف، وحيث ينصرف يصدر لك الإذن الشريف بالتوجيه عليهم فمرحبا بهم وبكل من يأت من دولتكم المحبة، وينفذ لهم أيده الله صائر سفرهم على يدك ودمت بخير وختم في ٢ ربيع الأول عام ١٣٠٥".
وقد استخدم بهذه الدار طلبة البعثة المتخرجة من مدارس فرنسا وبلجيكا السالف الكلام عليهم قريبا وكان رئيسها الكولونيل الإيطالى بريكليف وكبراؤها السيد محمد الصغير والسيد المختار الرغاى والسيد محمد بن الكعاب والسيد إدريس الفاسى والسيد الطاهر بن الحاج الأودى الذى لا زال حيا يرزق الآن، وعدد جميع العملة الذين كانوا بها ثلاثمائة عامل من فاس ومكناس ومراكش والرباط وسلوان وغير ذلك.
وكانوا ينقسمون إلى أقسام لكل قسم قائد مائة ومقدم وملازم وأجرتهم اليومية من اثنى عشر مثقالا إلى مثقال واحد والعشرة مثاقيل تساوى بحساب صرف اليوم ثلاث فرنكات ونصف وعشر سنتيمات -وكان يصرف لهم اللباس سنويا، وكذلك اللباس الذى يباشرون به العمل، وكانوا لا يخرجون منها إلا بإذن الكولونيل رئيسها، وقد وقفت على إذنين أصدرهما لبعض العملة بالعربية والفرنجية بتوقيعه ونص أولهما: