في خطبه اللحن الصراح من ذلك جزمه للمضارع المقرون بحرف التنفيس من قول سيدنا عمر بن عبد العزيز الوارد في الصحيح فإن أعش فسابينها ونبا عنه أنَّه لا يصلح أن يكون شرطا ولذلك وجب قرنه بالفاء لما وقع جوابا، اللهم إلا أن يجاب عنه بأنه سكنه تخفيفا على حد قراءة إن الله يأمركم بالجزم.
وقد حكى عنه بعض أهل العدل من شيوخنا أنَّه كان يوما بمجلسه فمر بجنارة فسأل من هي؟ فقيل له: امرأة نفساء، فقال؛ وهل ينعت المفرد بالجمع؟ فقيل له: أين الجمع؟ فقال: نفساء، فقيل له: نفساء ليس بجمع وإنما هو مفرد وأنشد له المسئول على سبيل التمثيل قول البوصيرى.
من لحواء إنها حملت ... أحمد أو إنها به نفساء
فقال ضرورة، فقيل له: وعلى أنَّه جمع فما المفرد؟ فقال: نفيسة فسكت المسئول وقال في نفسه الآن آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه.
ثم ختمت أعماله في مكناسة بنكبة شنعاء وذلك يوم خلع السلطان المولى عبد العزيز ومبايعة أخيه السلطان المولى عبد الحفيظ وحشد الناس لذلك بالمسجد الأعظم وتم الأمر فيما حشدوا إليه على ما سنشرحه بعد بحول الله، قام بعض من لا خلاق له من الأوباش بإغراء ممن في قلبه مرض وأعلن بسب المترجم، فقامت ضجة عظيمة في المسجد وكان قصد موقد نار تلك الفتنة الفتك بصاحب الترجمة، فقمت في وجه أولئك وعزرنى من حضر ثم من أبناء عمى العلويين وفر الله جمعهم، وعضدنا عامل البلد حيث قلت له: إن لم تحسم هذه المادة حسما كليا فلا ريب أن هذه النار تجر ذيلها عليك وعلى كل موظف ووجيه حالا، ويتسع الخرق على الراتق، وتكون العاقبة وخيمة.
فأصغى لى بأذن واعية ووقع منه مقالى كل الموقع وقام لإطفاء تلك النار