بنفسه وأعوانه، وأدخلنا القاضي لمقصورة الخطيب وكلفنا به من يحرسه إلى أن يصل لداره في حفظ وأمان.
ولما حيل بين أولئك الرعاع وبين ما يشتهون هجموا على بيت كان لولد القاضي المترجم بمدرسة العدول ودخلوه عنوة، ونهبوا ما فيه مما لست أذكره ولا أتيقن حقيقة ذلك، والذي يغلب على الظن أن ذلك مختلق.
ومن ذلك الحين لزم المترجم بيته ولم يخرج إلا يوم سفره لفاس، والذي تصدر للفصل بين الخصوم مكانه هو شيخنا ابن عبد السلام الطاهرى، ولم يزل على ذلك حتَّى أقر على الخطة واستقل بها حيث أعانه على ذلك قوم آخرون.
مشيخته: أخذ عن حامل لواء التحقيق في النحو المشار له فيه بالبنان بين معاصريه الفقيه الخطيب السيد محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن التاودى بن سودة المرى المدعو الجلود، وعمن هو في طبقته من محققى معاصريه.
الآخذون عنه: كثير منهم شيخنا الفقيه سيدى محمد النميشى، ومنهم الفقيه مولاى الشريف التاكناوتى، والفقيه السيد عبد الرفيع الإِيرارى، وأخوه الفقيه السيد محمد ومن في طبقة هؤلاء من النجباء المحققين.
مؤلفاته: وقفت له على رحلة منظومة نظما ساقط الوزن غير مرتبط لمعنى وقافية، وختمه للألفية، ومقامة في قصة الفيل المهدى لسلطان المغرب مولانا الحسن من الدولة البريطانية عام تسعة وثلاثمائة وألف، في نحو كراسة.
نثره: من ذلك قوله في فصل من مقامته المشار لها يصف الفيل:
ذو جسم جسيم، وشكل وسيم، ظريف بهى، نبيل شهى، من أعظم الحيوانات وأبهر المصنوعات، منظره بديع، وهيكله رفيع، طويل الخرطوم، واسع الحلقوم، مبسوط الأذنين، حديد العينين، طويل الأنياب، أسنانه تبلغ ثلاثمائة سن