وفى البدور: وكان أهل صاحب الترجمة -يعنى الرئيس محمد الحاج- كارهين لولايته لما كانوا عليه من الاشتغال بالعلم والدين والسير على سنن المهتدين، ولما سمعوه من الشيخ والدهم رضي الله عنه فإنه كان يقول له أنت سبب خراب هذه الزاوية، وكان يقول سيجعل لكم محمد سلما تصعدون به إلى درجة ثم ينكسر المسلم وتنهدم الدرجة، وفى ذلك يقول أخوه الشيخ الإمام سيدى محمد الشاذلى رحمه الله:
بلينا بذى نسب شائك ... قليل الجدا في زمان الدعه
إذا ناله الخير لم نرجه ... وإن ضعفوه ضعفنا معه
وفى البدور أيضًا أن أبا عبد الله محمد بن أبي بكر قال لأخت له ذات يوم: سيجعل لكم محمد يعنى والده محمد الحاج سلما تصعدون معه فيه وتدعون اخنيف يعنى ثياب المسكنة، فترجعون فلا تجدون اخنيف وتلتمسون المسلم فلا تجدونه هـ.
قال في نزهة الحادى: حدثني غير واحد من أشياخنا أنَّه أي أبا عبد الله محمد بن أبي بكر لما دنت وفاته جمع أولاده وذويه وقال لهم: {... إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ... (٢٤٩)} [البقرة: ٢٤٩] وأنا أقول ولا من اغترف بيده يشير بذلك إلى ما يتجاذبونه من الرياسة بعده ويبتلون به من أبهة الخلافة وذلك في مكاشفاته وقد اعترض عليه بعض الطلبة بقوله وأنا أقول بأنه سوء أدب بمقابلة كلام الله بكلامه وأجاب عن ذلك حفيده شيخنا الفقيه العلامة الشهير أبو عبد الله محمد المسناوى برسالة مستقلة ولولا الإطالة لجلبناها بنصها هـ وهي مطبوعة في فتاويه المطبوعة بفاس ٢٢٢.